آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

جريمة نيوزيلندا... و«فيسبوك»

اليمن اليوم-

جريمة نيوزيلندا و«فيسبوك»

بقلم - مشاري الذايدي

الهجوم الإرهابي الهمجي الذي اقترفه المجرم الأسترالي برينتون تارانت على الركع السجود بمسجدي مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، سيظل موضع المراجعة والجدل والاعتبار ردحاً طويلاً.
من ضمن أسئلة الهجوم الإرهابي المتمسح بالمسيح، والمسيح منه براء، الوسيلة الإعلامية والإعلانية التي اعتمدها القاتل الخبيث في جريمته.
كان برينتون كأنه في قاعة ألعاب فيديو من التي يرتادها المراهقون، والمرهقون عقلياً ونفسياً، ونرى فيها القتلى والصرعى «الافتراضيين» يتساقطون، بكبسة زر أو بتحريك مقبض اللعب خلف الشاشة، وهي ألعاب لها عالم خاص، ودنيا مختلفة، ومخاطر، ومعابر لا نعلم عنها شيئا، نحن الذين فاتنا قطار اللعب الخطير!
القاتل الأسترالي تعمد البث المباشر من خلال الكاميرا المثبتة على بندقيته المجنونة، على منصة «فيسبوك»، وقال القائمون على التطبيق الأزرق، والأشهر بالعالم، إنهم لاحقاً حذفوا الفيديو الذي مدته 17 دقيقة، لكن بعد فوات الأوان، حيث انتشر في الآفاق وجلّنا شاهده، ليس على «فيسبوك» فقط، بل على شاشات التلفزيون، ورسائل السمارت فون.
ما مسؤولية الشركات المالكة لهذه المنصات مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» و«تيليغرام»... إلخ؟
هل هم شركاء، من حيث علموا أم لم يعلموا، رغبوا أم لم يرغبوا، في الترويج لهؤلاء القتلة؟
لو لم يضمن الشاب برينتون أنه سيشاهد في العالم، هل كان اقترف الجريمة؟
رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، في خطابها الرثائي بالبرلمان النيوزيلندي قالت: «لقد سعى منفذ الهجوم لتحقيق أمور كثيرة من عمله الإرهابي، منها الشهرة، ولهذا لن تسمعوني أبدا أذكر اسمه». في سلوك قمة في المسؤولية، وهي تذكرنا بالمقولة التراثية الإسلامية: «أميتوا الباطل بإماتة ذكر أهله»!
انتبه وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، لخطورة الدور الذي تقوم به شركات مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج المحتوى الإرهابي، ودائماً الغرب يأتي متأخراً بخصوص التفريق بين حرية المجرم وحرية الرأي العادية، فدعا الوزير ذو الأصل الهندي المسلم هذه الشركات إلى «تنظيف منصاتها» من المحتويات الحاضة على العنف والإرهاب والكراهية، وإلا فستتخذ إجراءات قانونية ضدها.
وحث جاويد الناس على التوقف عن مشاهدة وإعادة نشر تلك «المادة المريضة»، مضيفاً أن «ذلك خطأ وغير قانوني».
ومن المقرر أن تنشر الحكومة البريطانية ورقة بيضاء، سبق أن تأخر نشرها، بشأن «النشاطات الضارة التي تنتشر عبر الإنترنت»، خلال الأسابيع المقبلة. كما تقول الأخبار.
لكن كل هذا غير كاف، ولو التأم العالم قاطبة لكف شرور وخبائث المحتوى الشيطاني في هذه التطبيقات، وإرغام هذه الشركات على منعها ومنع أصحابها، والكف عن شره تسمين عدد المشتركين على حساب أمن البشر...
لو صار ذلك... لكان عالمنا أجمل.

نقلا عن الشرق الاوسط
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة نيوزيلندا و«فيسبوك» جريمة نيوزيلندا و«فيسبوك»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:37 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طيار يخطب فتاة على متن رحلة الخطوط الملكية الأردنية

GMT 05:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جنيفر لورانس مثيرة في فستان بتوقيع ألكسندر ماكوين

GMT 01:57 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور مجدي بدران يكشف سبب إصابة الأطفال بـ "الربو"

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عرض أضخم خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 05:00 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة عن دور غادة عبد الرازق في "الكارما"

GMT 21:51 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبطال "مسرح مصر" في "آثار جانبية" الجمعة على "إم بي سي مصر"

GMT 23:04 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرير الشام تستعيد قرى من النظام في ريف حلب
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen