آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية!

اليمن اليوم-

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية

بقلم - منار الشوربجي

تذكرت الانتخابات الأمريكية وأنا أتابع ما يجرى فى فرنسا. فهناك، فى تقديرى، متغير مشترك، فى الحالتين وغيرهما حول العالم.

القوى الداعمة لليسار فى العالم منقسمة على نفسها بين «نخبة» وقاعدة جماهيرية، وهو الانقسام المسؤول عن صعود اليمين الشعبوى، عبر استحواذه على تلك القاعدة الجماهيرية التى كانت الداعم الطبيعى لليسار.

فالنخب الأكثر تعليما ودخلا والتى تعيش بالمدن لها قضاياها الاجتماعية والسياسية، والتى تختلف عن قضايا الطبقات العاملة فى المدن والريف. فصارت الأخيرة تعتبر تلك النخب هى ذاتها سببا فى معاناتها عبر إصرارها على قضاياها هى، التى قد تتعارض مع مصالحهم المباشرة.

فالمظاهرات التى عمّت فرنسا كان سببها المباشر الإعلان عن زيادة أسعار الوقود.

وهو القرار التى أتى ضمن حزمة إصلاحات انتهجها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بعد توليه السلطة.

وفى زيادة أسعار الوقود تحديدا قالت السلطات الفرنسية إن الهدف هو حماية البيئة، عبر الحد من استهلاك الوقود، وعلى نحو تسهم من خلاله فرنسا فى الالتزام بالحد من ظاهرة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ، بعد أن صار قضية عالمية.

ومنذ بدء المظاهرات، ومرورا بأحداث العنف التى صاحبتها ثم مفاوضات الحكومة مع المتظاهرين وصولا لتراجع ماكرون عن القرار، كان ذلك الانقسام واضحًا. «فالنخب» المتعلمة والأفضل حالا من الناحية الاقتصادية تدعم قضايا البيئة، وتقف بقوة وراء القرارات التى تسهم فى الحد من الاحتباس الحرارى.

لكن الأقل تعليمًا ودخلا والذين يعيشون فى الريف الفرنسى، وليس أمامهم سوى استخدام سياراتهم لمسافات طويلة ذهابا وعودة وجدوا القرار معبرا عن «غطرسة» و«تجاهل» لمعاناتهم وهمومهم.

ولأن ماكرون كان قد ألغى ضريبة الثروات بعد فترة وجيزة من توليه السلطة، صار الرجل بالنسبة لهم داعما للأثرياء على حسابهم. ولضعف النقابات والاتحادات العمالية، نسبيا عن ذى قبل، خرجت المظاهرات للشوارع.

وذلك الانقسام نفسه كان واضحًا فى الولايات المتحدة. فالحزب الديمقراطى، حزب اليسار، يعانى الأزمة نفسها. فالطبقة العاملة الأمريكية كانت فى القلب من القوى المؤيدة تقليديا للحزب الديمقراطى. لكن تلك الطبقة ذاتها صارت ترى النخبة المالية والاقتصادية والسياسية للحزب مناهضة لمصالحها وغير معبرة عن قضاياها. فكان التحول فى السلوك التصويتى لتلك الطبقة مسؤولا عن نتائج انتخابات الرئاسة التى أتت بترامب للحكم.

فالبيض الأقل تعليمًا ودخلًا من تلك الطبقة أعطوا أصواتهم للحزب الجمهورى.

أما المنتمون لنفس ذلك القطاع الاقتصادى من السود والأمريكيين من أصول لاتينية، فقد أحجموا عن التصويت، لأنهم أيضا وجدوا «نخبة» الحزب الديمقراطى، وعلى رأسها هيلارى كلينتون، لا تمثلهم، ولا تعبر عن همومهم. وانتخابات الكونجرس، الشهر الماضى، أثبتت أن ذلك القطاع من البيض وغير البيض، لا يزال فى المنطقة الحرجة ذهابًا وإيابًا بين الحزبين.

باختصار: ما لم يخرج اليسار العالمى بأفكار مبدعة تجمع فى منظومة واحدة قضايا «النخبة» والقاعدة الجماهيرية، فستظل لليمين الشعبوى الهيمنة حول العالم.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية الاحتجاجات الفرنسية والانتخابات الأمريكية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 03:17 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أبرز الأماكن السياحية التاريخية في مدينة بوردو

GMT 19:32 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

أكرم عفيف يحلم بالحصول على الألقاب مع السد القطري

GMT 04:19 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أجنة الرجال كبار السن تعاني من النمو البطيء

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 10:36 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

حميد الشاعري يعود لوصاله عبر "خمسة وخميسة"

GMT 01:23 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الكشّف عن تفاصيل مُثيرة بشأن حادثة مقتل الأميرة ديانا

GMT 09:31 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيفروليه كامارو الرياضية بطلة جديدة وقوة أكبر

GMT 23:43 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

التطريزات الهندية تعطي حقائب موسم صيف 2016 الجمال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen