آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

سباق الإمبراطوريات

اليمن اليوم-

سباق الإمبراطوريات

بقلم: حسين شبكشي

تابعت كغيري من الناس وقائع قمة السبع التي انعقدت أخيراً في فرنسا، وكانت الكلمة التي تدور في ذهني هي «الاستعمار»، فهناك دول لا تزال تتعامل مع العالم من خلال إرثها الاستعماري القديم، ولم تدرك يقيناً أن العالم تغير تماماً.
دول مثل بريطانيا وفرنسا واليابان وألمانيا وإيطاليا، كل منها كان لديها مشروعها الاستعماري العريض، «وهناك دول غائبة، هي إسبانيا والبرتغال وهولندا أيضاً»، حتى أميركا كانت هي الأخرى صاحبة مشروع استعماري، ولكنه مختلف جداً.
هل انتهت الظاهرة الاستعمارية فعلاً؟ من الممكن طرح هذا السؤال بعد سقوط الاتحاد السوفياتي والدول الدائرة في محيطه الاستعماري، وكذلك تقلص مساحات الدول التي سيطرت عليها الدول الاستعمارية التقليدية، وهناك من يؤكد أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين ما هي إلا مشروع استعماري عريض وطموح، ولكنه تم الترويج له بصيغه اقتصادية بحتة، ولكن الصين لا تقوم بالدور الإنمائي المطلوب منها كدولة عظمى لها طموحها التوسعي تماماً، كما تؤديه أميركا واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، عبر صناديقهم التنموية المختلفة، وهو الاتهام الصريح الذي وجّهه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى الرئيس الصيني تشي، متهماً إياها بالتقصير في تحمل العبء التنموي الدولي.
ولتظهر لنا الأيام مع الوقت أن الصين أصبحت «عالة» و«عبئاً» على الدول النامية التي تغرقها بالديون الهائلة حتى «تستولي» على أصولها، بعد فشلها في سداد التزاماتها وديونها المالية، «وهي تهمة ليست بعيدة كثيراً» عمَّا تقوم به المؤسسات المالية من العالم الغربي بحق الدول النامية، وتحديداً سياسات صندوق النقد الدولي. واليوم هناك مشروعات «استعمارية» في الشرق الأوسط لا يمكن إغفالها، ولها تأثير واضح، ولا يمكن إغفاله. مشروع الخلافة العثمانية، الذي تقوده تركيا وتبسط به نفوذها على مناطق النفوذ التركي التقليدي في دول آسيا الوسطى وبعض الدول الإسلامية والعربية. وهناك المشروع الإيراني، وهو مشروع طائفي خبيث يتخذ المعنى السامي لفكرة المقاومة لنشر ثورة طائفية بوسائل إرهابية، ويقوم بالانتشار عبر احتلال عواصم عربية باستغلال ميليشيات إرهابية. وهناك محاولة نشر إمبراطورية روسية مجدداً بقيادة بوتين المهووس بالمجد الروسي القديم، والمتحرك من خلال الدافع الشخصي لهزيمة المعسكر الغربي، الذي بحسب رأيه أهان الروس. وهناك مشروع إسرائيل المغلف بالأساطير التوراتية القديمة، والذي لا يزال حياً إلى اليوم.
هناك مشروعات استعمارية مختلفة، منها ما لفظ أنفاسه الأخيرة، ومنها ما يحاول النهوض من الموت. والسؤال الذي سيكون مهماً التمعن فيه... الاستعماريون الجدد (الصين، أميركا، روسيا) كيف سيرقصون رقصات الموت بين تعاون «شكلي» ونوايا عدائية مبيّتة، وخصوصاً أن الجائزة التي يتسابق عليها الجميع هي واحدة، وهي السيطرة على العالم بأسره؟
يعيش العالم اليوم فصلاً جديداً من حلقات الإمبراطوريات التي هي أشبه بسباق التتابع، تتلاحق فيها العصي من يد إلى يد، ويتم فيها تبادل المراكز. خط النهاية يقترب، وهناك متصدر جديد في الطريق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سباق الإمبراطوريات سباق الإمبراطوريات



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 04:45 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ثعابين الريف الإنجليزي تلهم زوجين لبناء منزل بمبلغ ضخم

GMT 05:52 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جان بول غوتييه يكشف عن عرضه الجديد لـ "لهوت كوتور"

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

تقارير تعلن تخلي اليونايتد عن ضم فيدال في 2014

GMT 14:17 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تخافوا ترامب... ولكن استعدوا له

GMT 09:26 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

صيحة البنطلون الفضفاض تعود لموضة عام 2019

GMT 02:52 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل بغاشة مقلية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen