آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

يوم «داروين»

اليمن اليوم-

يوم «داروين»

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

صار يوم ١٢ فبراير من كل عام هو يوم عيد ميلاد داروين، واليوم العالمى للاحتفاء بأعظم عالم بيولوجى على مر التاريخ وصاحب أكبر ثورة علمية فكرية أثرت فى كل مناحى واتجاهات الفكر الإنسانى، وسر تميّز داروين ببساطة هو عقله الجبار وخياله الجسور، الذى جعله يكتشف نظريته بمجرد الملاحظات والمقارنات بجهد يحتاج إلى مؤسسات وجامعات يعمل فيها مئات الباحثين، والمدهش أنه كلما تقدمت التكنولوجيا صارت تثبت صحة نظريته وترسخها وتعضدها أكثر.

وصلتنى تلك الرسالة من كندا بتلك المناسبة من طبيب الأسنان والكاتب الجميل د. خالد طلعت، لم أجد أفضل منها للتعبير عن تلك المناسبة، كتب خالد طلعت:

يحتفل العالم فى هذا اليوم من كل عام بميلاد أحد أكبر عباقرته وأخلدهم، وهو العالم الإنجليزى تشارلز داروين، صاحب السبق فى الكشف عن عملية تطور الكائنات الحية وأصل الأنواع.

يعتبر داروين من أكبر وأهم الأمثلة على خرافة أنك يمكنك أن تستدل على صحة شىء ما من إجماع الناس عليه، فلقد وقف وحيداً أمام العالم أجمع، بل وأمام جل علماء عصره، ليخبرهم بما قلب كل أفكارهم وقناعاتهم السابقة رأساً على عقب!

وقتها تمّت محاربته حرباً شرسة واتّهم بالكفر والإلحاد، وما إلى ذلك من التهم التى يلجأ إليها الخرافيون من كل دين لإرهاب من يجرؤ على الاختلاف، وعلى إعمال العقل فى ما يعتبرونه من المسلمات.

ومع ذلك، فلم تمضِ ثلاثون عاماً على وفاته فى ١٨٨٢ حتى قام ٤٠٠ من أبرز العلماء والمفكرين من جميع دول العالم بإقامة مؤتمر عظيم فى كامبريدج بإنجلترا فى عام ١٩٠٩ لمناقشة ما تم اكتشافه وقتها من أدلة علمية تدعم نظرية داروين وتؤكد صحتها، وهو ما دفع بهؤلاء العلماء -وكثير منهم كان يعارض داروين بشدة من قبل- للاحتفال بذكراه، رغبة منهم فى الاعتذار عما لقيه من حرب شرسة، ومن تسخيف لأفكاره الثورية!

وفى الخمسينات من القرن الماضى، وبعد الاكتشافات الحديثة فى علوم الوراثة، تم تأكيد معظم ما قاله داروين وإثباته معملياً، مما دفع بالمجتمع العلمى للاحتفاء به فى مؤتمر آخر أقيم فى جامعة شيكاغو عام ١٩٥٨، ثم بدأت الجامعات والهيئات العلمية فى الولايات المتحدة وكندا وباقى دول العالم المتحضّر تحتفل تدريجياً بيوم داروين كل عام، حتى أعلن فى عام ١٩٩٧ عن اعتبار يوم ميلاد داروين من كل عام يوماً لتخليد ذكرى هذا العالم العظيم!

اليوم اختلفت نظرية النشوء والارتقاء وتشعّبت كثيراً عما أتى به داروين، وتم سد الثغرات وتصحيح بعض الملتبسات بالنسبة لبعض التفاصيل، لكن الإطار العام الذى أتى به داروين ما زال سليماً، بل وتم تأكيده بما لا يدع مجالاً للشك بعد فك الشفرات الوراثية للكائنات الحية بالكامل وإدراكنا أننا جميعاً من بشر وحيوان ونبات وبكتيريا، بل وفيروس نتشارك فى الشفرات الوراثية نفسها، التى بنت الحياة، وأدت إلى تطورها وتعقّدها، وبعدما أصبح تطور جين ما أو صفة وراثية ما إلى جين آخر أو صفة وراثية أخرى ليس فقط عملية معروفة بدقة، بل أيضاً قابلة للتحكم صناعياً من قبل البشر، مما يجعل من إنكار التطور ليس أكثر من إعلان عن الجهل والإفراط فى البلاهة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم «داروين» يوم «داروين»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:37 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طيار يخطب فتاة على متن رحلة الخطوط الملكية الأردنية

GMT 05:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جنيفر لورانس مثيرة في فستان بتوقيع ألكسندر ماكوين

GMT 01:57 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور مجدي بدران يكشف سبب إصابة الأطفال بـ "الربو"

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عرض أضخم خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 05:00 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة عن دور غادة عبد الرازق في "الكارما"

GMT 21:51 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبطال "مسرح مصر" في "آثار جانبية" الجمعة على "إم بي سي مصر"

GMT 23:04 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرير الشام تستعيد قرى من النظام في ريف حلب

GMT 05:46 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عشاق جوان ديدون يتوجونها على عرش الموضة رغم السن

GMT 04:07 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

"مرسيدس" تتحدى كل منافسيها بسيارتها الكابورليه

GMT 09:40 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فندق فارالدا كرين- أمستردام من أميز وأغرب فنادق أوروبا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen