آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لو عادت المفاوضات

اليمن اليوم-

لو عادت المفاوضات

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

عاد الحديث وعادت الحياة إلى الشأن الفلسطيني، مؤشر جيد بعد إغفاءة طويلة. ردود الفعل على ما يسمى مجازاً «صفقة القرن» يعبر عن المألوف، الإسرائيليون يقولون إن الخطة خطوة عظيمة وإنْ لم تصلنا التفاصيل. الفلسطينيون يكررون موقفهم القديم، نرفض الخطة مع أننا لا نعرف ما هي، وقد لا تكون سوى محاولة لإنقاذ بنيامين نتنياهو من مخاطر السجن المهدد به!
لقد مر دهر على مشاريع السلام، فالعالم لا يتوقف عن الدوران، أنظمة انهارت، ورؤساء رحلوا، القذافي وصدام، تبدلت أجيال وأفكار وحدود، السودان فقد نصفه، سوريا مدمرة. القيمة الاستراتيجية البترولية للمنطقة تتراجع ويفقد نصف قيمته وقوته. أخشى أن الجيل القديم من القياديين لا يعون خطورة التبدلات الهائلة على كل الأصعدة. والدليل أن التعاطي مع صراع فلسطين لم يتغير. الإسرائيليون يفضلون إغلاق ملف القضية. وإذا اضطروا للتفاوض يراهنون على موقف الجانب الفلسطيني الرافض، وارتهان بعض الفصائل قرارها لأنظمة لها مصالح مختلفة مثل إيران وسوريا.
ومهما قيل من نقد، بعضه محق، فإن اتفاقات السلام المحدودة السابقة خدمت جزئياً المصلحة الفلسطينية. «أوسلو» أعطى الفلسطينيين شرعية دولية وكياناً إدارياً على الأرض، بعد أن كانت منظمة منفية في الحمامات، في تونس. ومكن الاتفاق من عودة أكثر من 150 ألف فلسطيني إلى بلدهم. وأفضل حليف لإسرائيل هو إيران، من خلال فصائل فلسطينية تابعة لها أفشلت كل محاولات التفاوض في الماضي بالتفجير والتشكيك ونشر الفوضى والطعن في شرعية الرئيس الراحل ياسر عرفات. وبوفاته توقفت المحاولات.
ودائماً الخاسر الوحيد من تخريب مشاريع السلام هم الفلسطينيون، لا الإيرانيون ولا الإسرائيليون. فكل صباح تشرق فيه الشمس تتمدد إسرائيل وتتقلص الأراضي الفلسطينية.
والحجة في رفض التفاوض هي انحياز الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإسرائيل، والحقيقة أن كل من سبقه من الرؤساء الأميركيين كانوا في صف إسرائيل، ومع هذا تعاملت السلطة الفلسطينية معهم آنذاك. ولو راجعنا قرارات ترمب الماضية مع إسرائيل فإنها كانت تعترف بالأمر الواقع على الأرض بهدف كسب الناخبين في بلاده، لكنها تبقى بلا شرعية. فنقل السفارة للقدس لا يعني في القانون الدولي أن القدس لإسرائيل إلا الجانب الغربي منها. ورغم إعلان الجولان إسرائيلية، فإنها تبقى في خرائط الأمم المتحدة أرضاً سورية محتلة. إنما الأخطر مما يفعله ترمب هو الانكفاء الفلسطيني، لأنهم يجلسون في انتظار معجزة من السماء. الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ربما الوحيد الذي يستطيع خوض معركة المفاوضات الجديدة. فهو أقدم القيادات التاريخية، وأكثرها عقلانية، وربما لولاه لدبت الفوضى في داخل السلطة منذ رحيل أبو عمار قبل 16 عاماً. فهل القبول بدعوة ترمب يعني أن المطلوب من السلطة الفلسطينية التوقيع على شيك أبيض؟ بالتأكيد لا. المتوقع الجلوس والحوار وإبداء حسن النية، ولن يفرض أحد حلاً لا يريده الفلسطينيون. هكذا يفعل الإسرائيليون مع أنهم أقل رغبة في التفاوض على الوضع القائم، لأنه يمنحهم الأرض والحكم. هم يتعاملون بإيجابية مع ترمب، الذي قد يعاد انتخابه رئيساً، ويملك سلطة هائلة، التي قد يسخرونها لصالحهم، أو على الأقل يقللون من أضرارها عليهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو عادت المفاوضات لو عادت المفاوضات



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen