آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر

اليمن اليوم-

اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر

جهاد الخازن
بقلم : جهاد الخازن

رجب طيب أردوغان ماضٍ في انقلابه المضاد على الديموقراطية في تركيا. منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي هو في حرب مع أكراد بلاده وقد طرد 125 ألف تركي من وظائفهم واعتقل حوالى 40 ألفاً، ومنظمة العفو الدولية تقول أن المعتقلين تعرضوا للضرب والتعذيب، بما في ذلك الاغتصاب.

البرلمان الأوروبي رد على تدهور الوضع في تركيا قبل أيام وعلّق المفاوضات لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. الرئيس أردوغان ردّ مهدداً بإرسال ثلاثة آلاف مهاجر إلى اليونان كل يوم. موقف أردوغان ليس سياسة بل ابتزاز، ما يعني أن الدول الأوروبية التي لا تريد تركيا عضواً في اتحادها ستستعمل الفيتو ضد انضمامها. كانت المستشارة أنغيلا مركل عقدت اتفاقاً مع أردوغان لعودة أفواج اللاجئين مقابل مساعدات لتركيا ببلايين الدولارات، والآن هبط الوضع إلى درك التلاسن، وخسرت تركيا فرصة إلغاء سمات الدخول لمواطنيها إلى الاتحاد الأوروبي.

تركيا خسرت أكثر من جولة مفاوضات، فبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم سنة 2002، كان معدل نمو الاقتصاد يسجل نسبة تزيد على ستة في المئة حتى سنة 2007، وجاءت سنة 2008 والأزمة الاقتصادية العالمية وهبط النمو إلى نحو ثلاثة في المئة. وتزامن هذا مع حملة للرئيس التركي على شركات يعتبرها غير موالية له. وبما أنه يحكم بالمراسيم فقد صادر ما تزيد قيمته على عشرة بلايين دولار من أعمال هذه الشركات. واتهمت جريدة «صباح» الموالية للحكومة شركة لم تسمّها بمعاداة الحكومة، فكان أن سقطت أسهم شركة يلديز، وهي أكبر شركة أغذية في الشرق الأوسط، إلى الحضيض. بل إن الليرة التركية سقطت إزاء الدولار في الأشهر الخمسة الماضية من نحو ثلاثة دولارات إلى 3.4.

يبدو أن مثل هذه القضايا الاقتصادية التي تؤثر في المواطنين الأتراك جميعاً لا يشغل أردوغان كثيراً، فأهم منها استمرار مطالبته بتسليم تركيا الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والمتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب من دون أي دليل على التهمة.

قرأت أن غولن قد يطلب اللجوء السياسي في كندا، ما يعني تأزيم العلاقات بين كندا والولايات المتحدة، وبين كندا وتركيا. ولعل أردوغان يعتقد أنه سيجد حليفاً عندما يدخل دونالد ترامب البيت الأبيض فقد رحب أنصار الرئيس التركي بفوزه لأن هيلاري كلينتون قالت أنها ستسلح الأكراد السوريين. أعتقد أن أمل أردوغان بترامب سيخيب، فالرئيس الأميركي المقبل رجل أعمال ولا يفهم كثيراً في أي موضوع آخر، بما في ذلك السياسة الخارجية. ترامب إذا نظر إلى تركيا فسيجد أن الاستثمارات في اقتصادها تراجعت، وأن سبب الفورة الأخيرة لاقتصادها كان الاستهلاك وليس الإنتاج، فهو ارتفع من 30 في المئة سنة 2007 إلى 80 في المئة الآن. ثم إن المؤسسات الاقتصادية التركية تراجعت، فبعد حملة شفافية ومحاسبة ومقاومة الفساد أصبح الولاء لأردوغان هو العنصر الوحيد المطلوب من أركان الاقتصاد التركي.

وسط كل هذه المشاكل الحقيقية ماذا يفعل أردوغان؟ هو لا يزال يشن حرباً على أكراد تركيا، وقد اعتقل 11 نائباً من حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد الأكراد، من دون دليل واحد على «جريمة» أي منهم، والاعتقالات مستمرة في مناطق الأكراد في شرق تركيا ويرد عليها أنصار حزب العمال الكردستاني الممنوع بعمليات إرهابية.

أهم من كل ما سبق أن أردوغان قال في خطاب له في إسطنبول قبل أيام، أن جيشه دخل سورية مع الجيش السوري الحر لإطاحة بشار الأسد. هو زعم أن مليون سوري قتلوا في الحرب الأهلية، مع أن مصادر المعارضة السورية ذاتها لم تذكر رقماً للضحايا يتجاوز نصف مليون. ماذا سيفعل أردوغان غداً؟ أرجح أن يرتكب خطأ آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر اردوغان ومسلسل أخطاء مستمر



GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen