آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لماذا سيصوّت سمير جريس لـ«ميرتس»؟

اليمن اليوم-

لماذا سيصوّت سمير جريس لـ«ميرتس»

بقلم - حسن البطل

أمس، ولأوّل مرة منذ هذه الأوسلو، تواصلت مع ابن فسّوطة سمير جريس، وسألته رأيه في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية.. سمير جريس هو شقيق صبري جريس، مدير مركز الأبحاث في بيروت ثم قبرص، الذي تواصلتُ معه بعد أوسلو في رام الله، وأقرأ له.
الأخوان سمير وصبري التحقا بمؤسسات (م.ت.ف)، كما ابن سخنين عماد شقور، مستشار سابق لعرفات، الذي أتواصل معه وأقرأ له ما يكتبه في «القدس العربي».
توقفت «فلسطين الثورة» بعد أوسلو، وكذلك مركز الأبحاث وأوقف سمير جريس نشرة «الملف» الشهرية في الشؤون العبرية. حكى لي طُرفة عن قهوة لا يحبها كانت تعدّها له موظفة قبرصية، فسألها: كيف تحرّكين القهوة بالملعقة؟ ليس من اليمين لليسار، بل بالعكس؟!
أنا اللاجئ من طيرة حيفا عدتُ إلى رام الله، والثلاثة عادوا إلى بلداتهم الأصلية. لا أعرف كيف سيصوّت صبري وعماد، لكن سمير استجاب سريعاً، وكتب أسبابه للتصويت إلى قائمة «ميرتس»، التي كانت أدخلت إلى الكنيست، لأول مرة امرأة فلسطينية على قائمتها في انتخابات سبقت. هاكم رأي سمير جريس. أحترم رأيه، ولا أتّفق معه: 
في ظل التراجع، بل الفشل الذريع للمشروع الفلسطيني، ولكل سياسات واستراتيجيات إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة (الكفاح المسلّح، الحلّ السلمي، الانتفاضات الشعبية). وبعد اضمحلال خيار انخراط فلسطينيي 48 في كيان فلسطيني موحّد، أو في الدولة الفلسطينية العتيدة؛ وفي مواجهة الهجمة العنصرية الشرسة، التي تتوّجت مؤخراً بإقرار قانون القومية العنصري الفاشي، الهادف إلى حماية «النقاء» العرقي للدولة اليهودية، عن طريق تجريد الفلسطينيين فيها من حقوق المواطنة، وتحويلهم إلى مقيمين بدلاً من مواطنين، تمهيداً لتحقيق حلم «الترانسفير» الطوعي أو القسري عندما تسنح الظروف لذلك، فإن أقصى ما يستطيعون القيام به لحماية مصيرهم ووجودهم وبقائهم وخدمة لقضيتهم ومصلحة إخوانهم خلف «الخط الأخضر» هو محاربة العنصرية الصهيونية من الداخل، عن طريق دعم أكثر الأحزاب الإسرائيلية ليبرالية، وأقلّها عنصرية وتطرُّفاً، والتي تعمل على حماية الديمقراطية وحقوق المواطنة، وتقليص الفوارق الطبقية والإثنية داخلياً، وعلى الدفع باتجاه «حل الدولتين» خارجياً ـ إذا بقي لهذا الحلّ من مقوّمات.
ولا شكّ أن المواطنين العرب داخل إسرائيل، كأكثر الفئات غبناً، سيكونون على رأس المستفيدين من برامج وسياسات هذه الأحزاب، التي ستضطر إلى تبنّي الدفاع عن المزيد من حقوقهم لتأمين دعمهم وكسب أصواتهم، وبالتالي حماية وجودهم وتقليص عنصرية الكيان وخلخلة نقائه العرقي والديني، تمهيداً للحل الأمثل الذي لا بديل له وهو تخليص إسرائيل من عنصريتها وتحويلها إلى دولة علمانية ديمقراطية كنتيجة حتمية لتطوُّر الديمقراطيات في العالم، وتراجع الفكر الفاشي والعنصري والديني.
من الجهة الأخرى، فإن انضواء فلسطينيي 48 في أحزاب وقوائم انتخابية على قاعدة النقاء العرقي ليس إلا الوجه الآخر للعنصرية الصهيونية، ويوفر لها مبرر التمسك بأيديولوجيتها وسياساتها، ويصب في مصلحة برامجها، وعلى رأسها الفصل العنصري. ناهيك أن هذه الأحزاب والقوائم ليست أكثر من خليط عجيب غريب من الماركسية والقومية والدينية والمحلية على غرار النظام القبلي أو نظام المخاتير: لا قاعدة ولا برنامج ولا قاسم مشترك ولا هدف لها سوى ضمان تجاوز نسبة الحسم للفوز بالمقاعد والمناصب والمنافع الفئوية والشخصية الضيقة، واضعة نفسها على هامش النظام لا دور لها في أي تشكيل حكومي سوى الاحتجاج والصراخ والعويل.
رأيي الشخصي من رأي محمد بكري، الذي سيصوّت لقائمة عربية، ولا يخوّن من يدعو للمقاطعة: «في الوقت الراهن يجب أن تصوّت ريثما تجد برنامجاً مسؤولاً ومدروساً من وراء المقاطعة».
لا أحفل كثيراً باستطلاعات يومية لتوزيع مقاعد الأحزاب الإسرائيلية، لكن أحفل بأن انقسام القائمة المشتركة، رباعية الأحزاب، إلى قائمتين سوف يقلّل مجموعة مقاعدهما مقعدين عن انتخابات 2015، حيث صوّت 64% من الفلسطينيين، بينما سيصوّت 25 ـ 30% إلى الأحزاب الصهيونية في انتخابات الكنيست الـ 20، التي ستجري يوم الثلاثاء، مقابل 15 ـ 16% ذهبت قبلاً إلى هذه الأحزاب.
ما الذي يخشاه نتنياهو في حملة موتورة ضد حزب الجنرالات الثلاثة؟ ليس أن يحتاج لأصوات الحزبين العربيين، بل لأن رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين له خياران: إمّا يكلّف القائمة اليمينية ذات المقاعد الأكثر، أو يكلف حزب الجنرالات إذا أحرز مقاعد أكبر، أو يضطرّ لتشكيل حكومته معها.
من سيشرب القهوة، مُرّة أو حُلوة، يوم الأربعاء؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا سيصوّت سمير جريس لـ«ميرتس» لماذا سيصوّت سمير جريس لـ«ميرتس»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:37 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طيار يخطب فتاة على متن رحلة الخطوط الملكية الأردنية

GMT 05:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جنيفر لورانس مثيرة في فستان بتوقيع ألكسندر ماكوين

GMT 01:57 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور مجدي بدران يكشف سبب إصابة الأطفال بـ "الربو"

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عرض أضخم خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 05:00 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة عن دور غادة عبد الرازق في "الكارما"

GMT 21:51 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبطال "مسرح مصر" في "آثار جانبية" الجمعة على "إم بي سي مصر"

GMT 23:04 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرير الشام تستعيد قرى من النظام في ريف حلب

GMT 05:46 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عشاق جوان ديدون يتوجونها على عرش الموضة رغم السن

GMT 04:07 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

"مرسيدس" تتحدى كل منافسيها بسيارتها الكابورليه

GMT 09:40 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فندق فارالدا كرين- أمستردام من أميز وأغرب فنادق أوروبا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen