آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

السبعينية و«هوامشها» !

اليمن اليوم-

السبعينية و«هوامشها»

بقلم - حسن البطل

عوضاً عن «السبعة وذمتها» سنحكي عن السبعينية و»هوامشها». صديقي عامر بدران كتب على صفحته هوامش عالمية، وعربية، ويهودية.

انتشال السفينة تايتانيك بعد سبعين سنة على غرقها؛ فتح المغرب الأمازيغي ـ العربي استغرق سبعين سنة. في التوراة يقول إله الإسرائيليين، على لسان ارميا: «تصير هذه الأرض خراباً ودهشاً، وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة» (أرميا 25:11)

صديقي إياه شكرني على تذييلي سبعيناته بأخرى: بعد سبعين سنة على تتويج شاؤول ملكاً تسببت حرب اليهود فيما بينهم بانقسام مملكته الى يهودا والسامرة، فاستغل الفراعنة الأمر، واحتلوا أجزاءَ من مملكته. هذا عن الهيكل الأول. أمّا الثاني، فبعد سبعين سنة من مملكة الحشمونائيين تسببت حرب يهود أخرى في غزو الرومان للبلاد.

الإضافات الى سبعينات صديقي أخذتها من «هآرتس» بمناسبة سبعينية دولة الهيكل الثالث، في تحذير من الغطرسة بعد نجاح سبعينية إسرائيل.

في بداية حرب غزو إسرائيل للبنان 1982، استعار مناحيم بيغن من التوراة «.. وتهدأ البلاد أربعين عاماً» لكنها لم تهدأ، حتى بعد أن صارت أرض العرب المجاورة أرض خراب منذ سبع سنوات، ولم تهدأ بلاد مقدسة كانت تسمى فلسطين وعادت تسمى فلسطين.

وقعت حرب تشرين/ أكتوبر، أو الحرب العربية الأولى، في رمضان من العام 1973. تصادف رمضان مع «يوم كيبور» اليهودي.. وقالوا في العالم: العرب صاروا القوة السادسة؟!
في النكبة السبعينية سيبدأ رمضان بعد يوم واحد من 15 أيار، لكن الموجة الفلسطينية بدأت في «يوم الأرض» وتبلغ ذروتها اليوم وغداً في سبعينية النكبة.

أنهى صديقي مصادفات سبعينياته بالقول: «فليحتفلوا باستقلالهم، ولنحتفل ببقائنا». سبعينيات النكبة 1948 تمد يدها إلى خمسينيات الاحتلال 1967، وفيهما تنقل أميركا سفارتها إلى القدس في احتفال يحضره سفراء 30 دولة، بينها ثلاث دول ستقتدي بأميركا حتى الآن!

في السبعينية والخمسينية، رفع يهود متطرفون علم النجمة السداسية في باحات الحرم القدسي، ووصفته الحكومة الفلسطينية بـ «اليوم الأسود» مستذكرة أنه يصادف الذكرى الخمسين على الفتح العربي للقدس، وفيها أقيم مسجد قبة الصخرة المشرفة.

عندما أحرق المأفون الأسترالي مايكل روهانا منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى، ثار العالم العربي ـ الإسلامي، الذي صار في سبعينية النكبة وخمسينية الاحتلال أرض خراب واحتراب، وانحياز ثلاث دول خليجية إلى أميركا ضد إيران وسورية.

من العام 2015 صار الاحتفال اليهودي يقترب بالتدريج من الحرم القدسي، ومن مسافة 4 كم بعيدة عن الحرم، إلى نقل الاحتفال لجبل الزيتون على بعد 1,5 كم من الحرم عام 2016، إلى نقله لمسافة 400م في السنة التالية.. وهذه السنة رفعوا علمهم في باحاته!

في «حرب رمضان» ـ «كيبور» 1973، شاركت قوات م.ت.ف رمزياً فيها بـ «الجبهة الثالثة» اللبنانية، وخرجت من لبنان 1982، وبعد الانتفاضة الأولى وأوسلو صارت أرض البلاد مركز العمل الفلسطيني على كل صعيد، بينما لحق الشتات العربي للفلسطينيين في الخراب والحروب والاحتراب العربي.

في سبعينيات القرن المنصرم، سخر حافظ الأسد من شعار «القرار المستقل» الفلسطيني، وفي سبعينية النكبة وخمسينية الاحتلال، مارست السلطة «القرار المستقل» في وجه الولايات المتحدة، بينما صارت سورية أرض خراب وحروب وقوات وقرارات دولية تنتقص من القرار السيادي السوري المستقل.

منذ «يوم الأرض» إلى يوم النكبة تتواصل احتجاجات شعبية في سبعينية النكبة، وتتركز في قطاع غزة، ويبتكر الناس هناك في أساليب الاحتجاج، وعشية «يوم النكبة» استوقفني أسلوب جديد لمقاومة قنابل الغاز، غير كمّامة البصل، أي الاستعانة بخميرة الخبز والماء، بعد الطائرات الورقية، والأعلام الوطنية، وستار دخان إطارات الكاوتشوك.. إلخ!

منذ «يوم الأرض» إلى «يوم النكبة» تلعب طائرات القوة العسكرية السادسة في العالم، كما تشاء في أجواء سورية، ويبتكر الفلسطينيون «ألعاباً» جوية جديدة في ما يشبه «حرب رمضان» الفلسطينية ـ الإسرائيلية.

في حديثه الأول إلى وسائل الإعلام الأجنبية، أشار قائد «حماس» يحيى السنوار إلى حقيقة أن إسرائيل قدمت «خط التحديد» في غزة منذ أوسلو مسافة 200م غرباً على طول القطاع البالغ 48كم، ثم قدّمت مسافة حماية الجدار مسافة 100ـ200م أخرى، بينما تبعد أقرب مستوطنة 400م عن خط التحديد لعام النكبة 1948!

في زمن معارك وحروب المنفى الفلسطينية، ومع إسرائيل والعرب، اشتكى الفلسطينيون «يا وحدنا» لكن في سبعينية النكبة وخمسينية الاحتلال، يشتكي الفلسطينيون من حال دول عرب الحروب الداخلية والخراب.. ولا يشتكون أنهم وحدهم مع وحدهم في الاحتفال ببقائهم على أرضهم، ونضالهم المتنوّع ضد النكبة والاحتلال معاً.

الفلسطينيون مشكلة إسرائيل منذ ما قبل إقامتها.. وفلسطين مشكلتها في سبعينية إقامتها ونكبة الفلسطينيين.. و»نحن وإياهم.. والزمن طويل» [عرفات]!.. ولو تحرّر عرب الخراب من فلسطين والفلسطينيين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السبعينية و«هوامشها» السبعينية و«هوامشها»



GMT 02:42 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

على هامش الانتخابات

GMT 16:24 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اثنان. صفر. اثنان. صفر !

GMT 13:10 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار

GMT 08:56 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار "عصملية براسك" !

GMT 09:05 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المدقق والمحرر، الروائي والناقد
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen