آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حالة تدنٍّ

اليمن اليوم-

حالة تدنٍّ

بقلم : كريمة كمال

نحن نعيش حالة من التدنى غير مسبوقة، فعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية خرجنا من وصلة ردح على طريقة خالتى فرنسا من إحدى النائبات وصل فيها الخطاب إلى مستوى «عند ماما» وهو مستوى هابط يذكرنا بوصلات الردح فى الحارات التى تتخطى كل الخطوط الحمراء فى التعامل.

وأن يكون مثل هذا الخطاب على لسان ممثلة للشعب فى مجلس النواب فذلك شىء صادم إلى أقصى حد.

واللافت حقا هنا أن الردح أصبح قرين الوطنية، فإثبات الوطنية بات مرهونا بالتدنى بالخطاب إلى حد الردح السوقى.

والنائبة هنا ليست حالة خاصة بل إن كثيرا من مقدمى برامج التوك شو يسقطون فى التعبير عن وطنيتهم بمزيد من وصلات الردح والخطاب الهابط حتى باتت الوطنية مرهونة بالسوقية، وبات تأكيد هذه الوطنية مرهونا بالمزيد من الانحدار والتدنى فى الخطاب، وأصبحت هناك مباراة فى الردح ما بين المنصات الإعلامية الليلية ولم يعد هناك حد ولا سقف لهذا التدنى بل بات الجميع يتبارون فى المزايدة على بعضهم البعض فهبط الخطاب إلى أدنى مستوى.

ولم تكن هوجة «خالتى فرنسا» قد هدأت حتى دخلنا فيما هو أدنى وما هو أخطر، فقد تم تسريب فيديو إباحى لإحدى الشخصيات العامة وتم وضع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعى وتشييره بل إن هناك من البرامج التليفزيونية التى قامت بعرضه وانطلقت التعليقات والتعقيبات على الفيديو ثم تم تداول الأخبار الخاصة بهروب الشخصية العامة الفنية والسياسية الشهيرة من مصر ونفيه هو هذه الأخبار، ثم تم تداول الأخبار المتعلقة بالقبض على الفتاتين اللتين كانتا فى الفيديو وتوجيه النيابة لهما تهمة التحريض على الفسق وممارسة الجنس الجماعى مع آخر بل الأخطر أنه تم التمادى بعد ذلك بعرض حوارات للفتاتين تتكلم كل منهما عن ظروف الفيديو وسط البكاء والدموع،

وكأنما نحن أمام مسلسل درامى فج، وهكذا أصبحنا أمام حالة تشهير واضحة و«شاهد فضيحة المخرج الشهير» مما دفع الكثيرين للتساؤل حول انتهاك الحياة الشخصية للأفراد والتهديد بفضحهم واستخدام هذه الفضائح ضدهم، خاصة أنه قيل إن الفيديو يعود إلى ما قبل عامين من الآن فلماذا الآن؟إن انتهاك الحياة الشخصية للأفراد والتهديد بفضحهم هو منحى أصيل فى المستوى العام المصرى الحديث منذ بداية وجود أجهزة أمنية ووسائل إعلامية، وأخطر شىء هو وجود أداة مادية قادرة على هذا الانتهاك وهذا التشويه وماكينة تلصص حديثة تتبنى تصورات أخلاقية مشوهة وسط مجتمع يعانى من نفس الاضطرابات والحرمان، ويصبح هذا المجتمع على استعداد تام للمشاركة فى هذه العملية، وهكذا ينتشر الفيديو كالنار فى الهشيم مع حماس الناس وفضولهم ليصبح الناس طرفا فاعلا فى عملية الفضح والتشهير.هل يعى من سعوا إلى الفضح والتشهير معنى أن يدخل المجتمع طرفا فى هذه العملية؟

هذا إفساد متعمد لهذا المجتمع ليس بالترويج للإباحية وجعل المجتمع كله شاهدا على المقاطع المحرمة ولكن بجعل المجتمع طرفا أصيلا وفاعلا فى عملية التشهير والفضح.وكلما حدث التدنى أكثر وأكثر زاد تداول المعلومات أو المقاطع المصورة سواء فى الفيديوهات الإباحية أو الحوارات التى صورت للفتاتين لتحوى اعترافاتهما. نحن هنا أمام حالة تسميم للمجتمع بالمزيد والمزيد من الانتهاك للخصوصية والتشهير بالأفراد.

المجتمع هنا يسقط فى نفس المستنقع الآسن لأنه يصبح طرفا فاعلا فى كل ما يجرى وشاهدا على عملية الانتهاك والتشهير بل أحيانا ما يستغل من حيث هو يدين.

نحن فى حالة تدنٍّ غير مسبوقة ولا يدرى أحد ما التالى من حالات التدنى فى الطريق!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة تدنٍّ حالة تدنٍّ



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen