آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

في الطريق إلى أول انتخابات في «عــراق ما بعـد داعــش»

اليمن اليوم-

في الطريق إلى أول انتخابات في «عــراق ما بعـد داعــش»

بقلم :عريب الرنتاوي

توافرت لنا فرصة الاستماع لثلاث أوراق بحثية معمقة، قدمها ثلاثة باحثون/خبراء عراقيون، حول الانتخابات البرلمانية المقررة في الثاني عشر من أيار/ مايو المقبل ... وهي انتخابات تجري في ظروف استثنائية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.دولياً، تجري الانتخابات، مع عودة شبح الحرب الباردة للعلاقات الدولية، حيث تتعقد فرص بناء تفاهمات وتوافقات بين مراكز القوى العالمية للوصول إلى تسويات وحلول للأزمات المندلعة، ومن بينها الأزمة العراقية، كما أن الانتخابات ستجري فيما طبول “الحرب والتصعيد” تُقرع بقوة بين واشنطن وطهران، اللاعبين الرئيسين على الساحة العراقية.

إقليمياً، تجري الانتخابات، في مناخات تصاعد حدة التوتر بين الأقطاب الإقليمية، ووصول التوتر بين طهران وبعض العوصم، ذروة غير مسبوقة، فحرب التهديدات والاتهامات بين هذه العواصم لم تنقطع، ولا تتوقف، والتلويح بدخول سباق تسلح غير تقليدي، يقفز إلى سطح العلاقات الإقليمية، تغذيه وتساعد في تفاقمه، الصراعات الدولية متعددة الأطراف والساحات والميادين: من سباق التسلح النووي الروسي الأمريكي، إلى الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

أما محلياً، فهي أول انتخابات سيجري تنظيمها بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، ودحره عن الجغرافيا العراقية، مع أن التنظيم ما زال حاضراً، وفرص انبعاثه من جديد، بصورته القديمة أو بصور ومسميات جديدة، ما زالت قائمة ... كما أنها أول انتخابات بعد تجربة “الاستفتاء” في كردستان، وتصاعد حدة التوتر بين المركز والإقليم، فيما تداعيات ذاك الاستفتاء داخل الإقليم وفي علاقاته مع بغداد، ما زالت قائمة من دون حل حتى يومنا هذا.عشرات الأحزاب والكيانات السياسية دخلت المعترك الانتخابي، بيد أن حفنة منها، لا تزيد عن أصابع اليدين، ستحظى بحصة الأسد من مقاعد المجلس القادم، خمسة كيانات شيعية وثلاثة سنية وكيانين كرديين، وسط تقديرات، بأن الطبقة السياسية العراقية التي حكمت “عراق ما بعد صدام حسين”، ستعود مجدداً إلى المجلس والحكومة ومراكز صنع القرار، وأن نسبة التجديد في عضوية البرلمان، قد لا تتعدى الثلاثين بالمائة، أغلب النواب الجدد سيكونون من المناصرين والأتباع، وليس من أهل السلطة والقرار والثروة.

تدخل المكونات المعترك الانتخابي، منقسمة على ذاتها، فليس ثمة ائتلاف عريض يمثل هذه الكيانات، بل وسعت القوائم الانتخابية إلى نسج تحالفات من خارج إطاره القومي / المذهبي، بيد أن هذه العملية ظلت شكلية للغاية، ولم تعكس بعد، حراكاً حقيقياً عابراً للطوائف والأقوام والمذاهب ... وفي جردة تفصيلية لعناصر التحالفات ومكوناتها، بدا أن نقطة البدء هي المكون، وما عداها، ليس سوى نوعٍ من “التلوين” الذي لا يعكس تغييراً في علاقات القوى أو الحراك الاجتماعي والثقافي والسياسي في الوسط السياسي العراقي.الشيعة العراقيون، خمسة قوائم مؤتلفة ومختلفة ... تتبع مرجعيتين، ولاية الفقيه (المالكي والحشد) ومرجعية النجف “الصدر والحكيم” ... فيما يبرز العبادي بوصفه مرشحاً مرغوباً من عواصم الجوار العربي والإقليمي (السنية)، ومن قبل واشنطن والغرب على حد سواء ... حصيلة المعركة على مقاعد المحافظات الشيعية، ستُقرر أين سيتجه العراق في المرحلة المقبلة.

السنة العراقيون، وبعد أن أخفقت المحاولات، لتوحيد مرجعياتهم العربية والإقليمية (اللقاءات الخماسية في تركيا وعواصم المنطقة وأربيل)، توقفت عن العمل ولم تتواصل بفعل اندلاع الأزمة الخليجية، وتفاقم الخلاف بين أنقرة وعواصم خليجية مؤخراً ... تفتت المرجعية السنية الواحدة، وتفتت معها القوائم التي ستمثل هذا المكون، حتى أنها دخلت في صراع فيما بينها، وساعد ذلك آخرين على “اقتناص” أسماء ومرشحين من هذا الوسط، لصالح قوائمهم (سنة الحشد، المتحالفون مع العبادي).

الأكراد العراقيون، سيخوضون الانتخابات للمرة الأولى، بعد هزيمة الاستفتاء النكراء، وتداعياتها السالبة لمنجزات الإقليم وحقوق الأكراد، وهذه المرة في ظل غياب ثلاثة من الزعامات التاريخية الكارزمية للمجتمع الكردي: مسعود البرزاني، جلال الطالباني ونشروان مصطفى، والأكراد غير موحدين، وقد أدت انقساماتهم إلى خسارات فادحة في مرحلة ما بعد الاستفتاء ... ثمة لاعب جديد على الساحة الكردية، أنه برهم صالح وقائمته، المتوقع أن تحصد من حقل الطالبانيين وحزبهم، ولا نعرف كم ستحصل الكيانات الكردية الإسلامية من أصوات ومقاعد.الأقليات المختلفة، تصارع على “الكوتا” الخاصة بها، فيما مسيحيو العراق، وهم أقلية وازنة، فتتوزعهم، كما بقية العراقيين ولاءات شتى ... بعضهم أقرب إلى بغداد، وبعضهم دخل في لعبة “الحشد الشعبي”، وبعضهم الآخر ما زال يضبط حركته على توقيت أربيل ... يبدو أن مشروعهم بمحافظة مستقلة في سهل نينوى، تتبع الإقليم، قد انطوى، بطي صفحة الاستفتاء ذاته.

على أن الملاحظة الجديرة بالاهتمام سياسياً، والتي تحدث عنها الباحثون والخبراء، فإنما تتصل بشخص رئيس الحكومة القادم في العراق ... هنا، يصعب الحديث بلغة الأسماء، مثلما يصعب الحديث بلغة يقينية جازمة .... ثمة ناخبون ثلاثة كبار، لا يدلون بأصواتهم مباشرة في صناديق الاقتراع، سيكون لهم الكلمة الفصل في تحديد اسم رئيس الوزراء المقبل، وربما الوجهة والتوجه العام للعراق: طهران وواشنطن والنجف الأشرف. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق إلى أول انتخابات في «عــراق ما بعـد داعــش» في الطريق إلى أول انتخابات في «عــراق ما بعـد داعــش»



GMT 09:49 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تأملات في المشهدين اللبناني والعراقي

GMT 16:22 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

«بيان سوتشي» يجبُّ ما قبله... وما بعده

GMT 11:59 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عشر ساعات هزت سوريا والإقليم

GMT 13:14 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبعد من «شرق الفرات»

GMT 09:01 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الأكراد كما العرب... لا يتعلمون
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 12:09 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مظاهرات العراق... ثورة ضد التغلغل الإيراني

GMT 19:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود السرنجاوي يؤكد حاجة "الزهور" لعموميته وأعضاءه حاليًا

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 01:10 2017 الأحد ,05 شباط / فبراير

إيما ستون تبدو مثيرة في فستان أسود كشف جسدها

GMT 01:03 2018 السبت ,16 حزيران / يونيو

عباس يعزي الكابتن طيار ناهي مناع بوفاة والده

GMT 03:17 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

سعد لمجرد يكشف حقيقة ارتباطه بفنانة مغربية

GMT 01:58 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يقرّر استبدال قضاة بشر بـ "روبوتات ذكية"

GMT 17:07 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

ميلان يسقط أمام سامبدوريا في الدوري الإيطالي

GMT 13:54 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

صوت «المشتركة» في ميزان إسرائيل الثالثة

GMT 17:07 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مجموعة خواتم فاخرة لدور المجوهرات العالمية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen