آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مرض الرئيس أم مرض النظام؟!

اليمن اليوم-

مرض الرئيس أم مرض النظام

بقلم :عريب الرنتاوي

تبخرت سريعاً مفاعيل الدورة الإشكالية للمجلس الوطني الفلسطيني، وثمة أسباب ثلاثة لذلك هي: (1)    أن تغييراً جدياً لم يطرأ على تركيبة المجلس والهيئات المنبثقة عنه، فلا المنظمة اليوم باتت أكثر شباباً من قبل، وكثيرٌ من القيادات جرى “تدويرها” بدل استبدالها وتجديدها... وفيما كان ينتظر الشروع في ترتيبات عقد مجلس وطني جديد، منتخب حيثما أمكن، ومُعين بالتوافق حيث يتعذر الانتخاب، جرى تفويض صلاحيات “أعلى سلطة لدى الشعب الفلسطيني” إلى المجلس المركزي، المنتخب بطريقة أقرب إلى التعيين منها إلى الانتخاب... لكأن المجلس الوطني وقّع بنفسه على شهادة وفاته.

(2)    مرض الرئيس محمود عباس ذكرنا بشيخوخة النظام السياسي الفلسطيني والمؤسسات الوطنية الفلسطينية، وجدد الحديث عن قضايا الخلافة وانتقال السلطة، لكأن المجلس الوطني لم ينعقد، أو لـ “كأنك يا أبا زيد ما غزيت”، ولا أدري أية أنانية تلك، وأية رغبة في الاستحواذ بالسلطة والاستئثار بالقرار، تلك التي تمنع إقرار آلية واضحة وصارمة للتداول، وتراتبية قيادية، تغلق الباب في وجه التكهنات والسيناريوهات السوداء حول مرحلة “ما بعد عباس”.

(3)    اندلاع مسيرة العودة الكبرى، وما رافقها من أداء سياسي مرتبك، ومشاركة ضعيفة ومترددة في الضفة الغربية، نجم عنهما نجاح حماس في استعادة بعض من ألقٍ فقدته بفعل مأزقها في القطاع ومع أهله، نظير تراجع صورة السلطة ومكانتها ... حماس اليوم، استردت بعضاً من “شرعيتها الشعبية” المهددة، وهي باتت محور لتحركات سياسية مباشرة وغير مباشرة، تنخرط فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة وقطر وتركيا ومصر وغيرها من عواصم وجهات إقليمية ودولية فاعلة، فيما السلطة، تشكو التهميش والتجاوز وتحذر من تبعات “القفز من فوقها”.لم يعد مهماً استرجاع أسماء من خرج من اللجنة التنفيذية واستذكار أسماء من دخلها، وليس ثمة من حاجة حتى للتعرف على أسمائهم أو أسماء أعضاء المجلس المركزي بصلاحياته الجديدة الكبرى، يبدو في التقييم الأخير، أن الحال بقي على حاله، وسنكتشف أنه أكثر هشاشة في حال “قدّر الله وما شاء فعل”.

سيجيبك البعض، بأن صناديق الاقتراع هي من سيحسم في موضوع الوراثة والخلافة، في “ديمقراطية غابة البنادق”، والحقيقة أننا أمام مشهد لا “بنادق” فيه ولا “ديمقراطية”، لكن مع ذلك، سنثير بضعة أسئلة فقط: أولها؛ من سيقرر المرشح التوافقي في الانتخابات المقبلة، وهل سنكون أمام مرشح واحدٍ أم عدة مرشحين من فريق رام الله ... ثانيها؛ من قال ان الانتخابات ممكنة، في الشرط الإسرائيلي الراهن، وهل ستسمح إسرائيل بإجراء الانتخابات في القدس (العاصمة الأبدية الموحدة المعترف بها من واشنطن)، وهل سيقبل الفلسطينيون بانتخابات من دون القدس .

.. ثالثهما؛ من قال أن نتيجة الانتخابات إن جرت في الضفة والقطاع، ستنتهي لصالح فتح والمنظمة والسلطة والفصائل، من قال ان حماس، إن انخرطت فيها لن تظفر بغالبية مقاعد المجلس التشريعي، لنعود من جديد إلى مربع العام 2006، وما أعقبها من تداعيات وانقسامات.والحقيقة أن هاجس خسران الانتخابات، بات يهيمن على العقل الجمعي للقيادة الفلسطينية في رام الله، فالرئيس عباس الذي رفض كافة التوصيات والنصائح بعدم إجراء انتخابات 2006، تعلم الدرس بطريقة فادحة، إلى الحد الذي دفعه لرفض إجراء انتخابات للجنة التنفيذية من قبل أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، مجلس اللون الواحد، خشية أن يخسرها، وأن يقفز إلى عضوية اللجنة، من هم غير مرغوب بهم، سياسياً أو شخصياً ... وفي ظني أن فتح لن تسمح بان تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وأنها عملاُ بقاعدة “الباب اللي بيجي منه الريح سده واستريح” لن تكون متحمسة لإجراء انتخابات عامة، دع عنك الشروط المحيطة بالوضع الفلسطيني والتي ستجعل الانتخابات مسألة أكثر تعقيداً من أي مرة مضت.وسيسجل التاريخ في بعض صفحاته غير الناصعة، أن القيادة الفلسطينية لم تخفق فقط قيادة شعبها إلى ضفاف الحرية والاستقلال، بعد أزيد من نصف قرن من النضال، وربع قرن من “المفاوضات حياة”، بل وسلمته عن سبق اصرار وترصد لقيادة إسلامية بديلة، هي حماس، التي تتكشف يوماً إثر آخر، عن درجة عالية من “المرونة” (البعض يسميها انتهازية)، وأنها بدعم من حلفائها في الإقليم، تستعد للتكيف مع معطيات المرحلة الجديدة، ومن يعش ير.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرض الرئيس أم مرض النظام مرض الرئيس أم مرض النظام



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 12:09 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مظاهرات العراق... ثورة ضد التغلغل الإيراني

GMT 19:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود السرنجاوي يؤكد حاجة "الزهور" لعموميته وأعضاءه حاليًا

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 01:10 2017 الأحد ,05 شباط / فبراير

إيما ستون تبدو مثيرة في فستان أسود كشف جسدها

GMT 01:03 2018 السبت ,16 حزيران / يونيو

عباس يعزي الكابتن طيار ناهي مناع بوفاة والده

GMT 03:17 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

سعد لمجرد يكشف حقيقة ارتباطه بفنانة مغربية

GMT 01:58 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يقرّر استبدال قضاة بشر بـ "روبوتات ذكية"

GMT 17:07 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

ميلان يسقط أمام سامبدوريا في الدوري الإيطالي

GMT 13:54 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

صوت «المشتركة» في ميزان إسرائيل الثالثة

GMT 17:07 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مجموعة خواتم فاخرة لدور المجوهرات العالمية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen