آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تحوّل استراتيجي

اليمن اليوم-

تحوّل استراتيجي

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

هو تطور «نوعي»، حتى لا نقول «تحول استراتيجي» في مسارات الحرب في اليمن وعليه ... استهداف أكبر منشأة للنفط في العالم، تنتج أكثر من نصف النفط السعودي، وما يعادل سبعة بالمئة من الإنتاج العالمي ... سرب من الطائرات المسيرة، يضرب أهدافه بدقة متناهية، وفي العمق السعودي، فتح الباب لتساؤلات كثيرة حول من أمر وخطط ونفذ، ومن أين انطلقت الطائرات ولماذا؟ ... الأمر الذي سيخلق جدلاً لن ينتهي قريباً.لكن بمعزل عن كل هذا وذاك وتلك، فإن ضرب المنشأتين النفطيتين السعوديتين، سيكون له ما بعده، سواء في اليمن، أو في الأزمة الخليجية – الإيرانية، أو على صعيد العلاقات الإيرانية – الأمريكية ... الجميع «يتحسس رأسه» ... إيران تنفي أن تكون لها صلة بالموضوع ... العراق يؤكد أن أراضيه لم تستخدم لشن الهجوم ... وسوق النفط وأسعاره، تتأرجح على وقع التطورات المتسارعة، ويد ترامب على قلبه، خشية ارتفاع أسعار الوقود على الأمريكيين عشية الانتخابات الرئاسية 2020.... أصابع الاتهام تتجه في كل مكان، بما في ذلك أطراف حليفة للسعودية، دولٌ وجماعات ... لكأن العالم لن يصدق أبداً بأن الحوثي قادر على فعل أمر كهذا.مع أنها ليست المرة الأولى، التي تصل فيها طائرات الحوثي المسيّرة إلى هذه المسافة ... الجديد هذه المرة، أننا نتحدث عن سرب من الطائرات (عشرة باعتراف الحوثي)، وليس طائرة واحدة «متسللة»، وعن إصابات دقيقة للأهداف، وعن «تعاون الشرفاء» في تلميح حافل بالدلالات، إن لم يُقصد بها «تضليل التحقيق» ... فهل هي رسالة لواشنطن عنوانها «النفط مقابل النفط»، أم هي ردة فعل انتقامية من الحوثي على الضربة الجوية للتحالف لسجن ذمار، والتي أدت إلى تدمير واحدٍ من أكبر مستودعاته من الطائرات المسيّرة كما أبلغتنا مصادر موثوقة ... أسئلة وتساؤلات، تجعل المراقب حائراً.السعودية سترد بقوة ... هذا الأمر لا ريب فيه، فلا يمكن استئناف القتال على الجبهات وفقاً لوتائره المعتادة بعد هذا الهجوم الاستراتيجي، ولا يمكن لمائدة المفاوضات أن تلتئم قبل أن تثأر المملكة من ضربة في عمق أعماقها ... السؤال: متى وكيف وأين وإلى أي حد ستصل ردة فعل الرياض؟أسئلة أخرى تتناسل من رحم السؤال السابق: هل ستشكل هذه الضربات النوعية المتبادلة بداية نهاية مسار الحسم العسكري، وعودة الأطراف إلى مائدة التفاوض، أم أنها ستدخل الأزمة في دوامة جديدة من المواجهات الدامية وردود الأفعال المهلكة المتبادلة؟ ... ليس لأحد من الآن أن يتنبأ بما يمكن أن تتطور إليه أحدث مواجهة في حرب السنوات الخمس العجاف ... بيد أن حالة الإنهاك التي وصلتها الأطراف، وتنامي الإحساس بعدم نجاعة الخيار العسكري، وضيق العالم بالمأساة اليمنية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، يمكن أن ترجح كفة الدبلوماسية، وإن كان من غير المتوقع للدبلوماسية أن تشق طريقها، قبل أن تعيد المملكة بعض التوازن لصورتها الردعية.وسواء أكان لإيران ضلع في هذا الهجوم أم لا، فإنها من دون ريب تتصدر – موضوعياً - قائمة المستفيدين منه ... فالضربة تقدم برهاناً إضافياً على جدية التهديد الإيراني بمنع الآخرين من تصدير نفطهم إن تم منعها من تصدير نفطها ... هذه المرة، ليس عبر ضرب طرق الامداد وإغلاق المضائق والمعابر المائية التي تمر بها، بل عبر استهداف منابع الإنتاج وآباره ومنشآته في بلدان المنشأ ... إيران أوصلت رسالتها، وأوصلتها بكل وضوح.ومن الجائز الافتراض أيضاً، أن تخرج تداعيات «واقعة ابقيق» عن حدودها اليمنية – السعودية، فتحدث اضطراباً واهتزازاً في قوس الأزمات الممتد في المنطقة ... لا شك أن تعديلات ستطرأ على خطط إنقاذ الاتفاق النووي، والتحضيرات لقمة محتملة بين ترامب وروحاني (وربما ماكرون كذلك) ... وسيعاود العراق دوره كساحة لحروب الوكالة وتصفية الحسابات، وسيدخلها هذه المرة بقوة، من باب الصراع الإيراني – السعودي، بعد أن زُجّ به خلال الأشهر الفائتة، في أتون الصراعات الإقليمية من بوابة الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية لأهداف تتبع للحشد الشعبي... أما سوق النفط وأسعاره، فهيهات أن نتكهن بمساراتها من الآن.الأرجح أن الرابع عشر من أيلول 2019، سيدخل تاريخ الأزمة اليمنية الممتدة، بوصفه واحدة من أهم نقاط التحول الاستراتيجي في مسارات الأزمة واتجاهات تطورها، ومن يعش يرَ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحوّل استراتيجي تحوّل استراتيجي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen