آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

السياسة الأمريكية وحماية قطر

اليمن اليوم-

السياسة الأمريكية وحماية قطر

بقلم : عماد الدين أديب

يخطئ من يعتقد أن تشكيل وصناعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط تديره وتهيمن عليه جهة واحدة، ذات رؤية متناسقة متجانسة.

حقيقة الأمر، أن قرار السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هو رؤى مختلفة من جهات وإدارات وقوى قد تكون متصادمة الرغبات والمصالح.

فى البيت الأبيض، هناك الرئيس، وفريق مساعديه، ومستشار الأمن القومى.

وفى الخارجية هناك الوزير، والوكلاء، ورؤساء (الديسك) أى مسئولى ملف كل منطقة وكل دولة، وهناك بالطبع رأى السفير الأمريكى فى كل بلد.

وفى البنتاجون، أى وزارة الدفاع، هناك الوزير ومساعدوه وهيئة الأركان، ومسئولو التسليح ويؤثر فيهم بشكل مباشر ولكن غير رسمى شركات صناعات السلاح التى تُعرف بـ«المجمع الصناعى العسكرى».

أما جهاز الاستخبارات الأمريكية الـ «سى. آى. إيه» فقد تعرض لهزة كبرى بالنسبة لسياساته بالشرق الأوسط بعد استقالة جورج تينيت، أحد أهم من تولوا إدارة هذا الجهاز، وأحد أكثر الخبراء المتعمقين فى شئون الشرق الأوسط.

عقب استقالة «تينيت» تم خروج مجموعة خبراء الشرق الأوسط الذين كانوا بالفعل من أعمق الفاهمين لثلاثة ملفات رئيسية:

1- الصراع العربى الإسرائيلى.

2- إيران منذ عام 1979.

3- الصراع السنى - الشيعى فى المنطقة وتيارات الإسلام السياسى.

وبقى دائماً الكونجرس الأمريكى مسرحاً تمارس فيه المنظمات اليهودية الأمريكية أعلى درجات التأثير والسيطرة بحيث لم يشرع مجلسا الشيوخ والنواب أى قرار يخالف المصالح الإسرائيلية حتى لو تعارض مع المصلحة الأمريكية!

وسط كل هذه الأيدى المتعددة التى تتداخل فى «عجن وخبز» كعكة سياسة الشرق الأوسط يمكن لفرد أو مجموعة أن تختطف بعض القرارات وتؤثر بعيداً عن المصالح الحقيقية للولايات المتحدة.

وكان عهد وزير الخارجية السابق تيللرسون نموذجاً سيئاً للغاية لمحاولات اختطاف السياسة الخارجية الأمريكية فى المنطقة لمصالح شخصية وارتباطات مصالح للرجل الذى يأتى من خلفية «بيزنس النفط والغاز» لكونه شغل أهم منصب قيادى فى شركة إكسون موبيل الشهيرة.

ارتبط تيللرسون وهو فى إكسون موبيل بشبكة مصالح مع دولة قطر التى تمتلك واحداً من أكبر احتياطيات الغاز فى العالم وأحد أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).

شبكة هذه المصالح تداخلت وربطته شخصياً ومالياً بصُنّاع القرار فى قطر (الأمير الوالد، الأمير الحالى، وزير الخارجية الأسبق، وزير الدفاع الحالى).

ظهرت هذه العلاقات فى طبيعة جولات تيللرسون الحميمة عقب قرار مقاطعة قطر لدول المنطقة والدوحة.

حرص تيللرسون، كما هو واضح مما تسرب من محاضر لقاءاته فى تلك الفترة، على الآتى:

1- حرص الرجل شخصياً على إنهاء الأزمة فى أسرع وقت.

2- محاولة تغيير الموقف الأولى الذى صدر عن الرئيس دونالد ترامب عقب المؤتمر الإسلامى فى الرياض والذى قال فيه «إن قطر لديها ارتباطات مع قوى الإرهاب فى المنطقة».

3- محاولة إنقاذ قطر من الشروط الـ13 التى تقدمت بها مصر والسعودية والإمارات والبحرين كى تكون مرجعاً وقاعدة ملزمة لإحداث تغيير حقيقى فى الموقف القطرى.

وتبلور هذا الجهد الإنقاذى فى مذكرة التفاهم التى وُقعت فى الدوحة بين وزير خارجية قطر وتيللرسون تم فيها وضع نصوص فضفاضة وملتوية تبدو وكأنها التزام قطرى بمكافحة الإرهاب.

وقال تيللرسون بعدها بحرارة إن قطر هى أول من وقّع على هذه الالتزامات!

ولم يكن غريباً أن يغضب الرئيس دونالد ترامب من سياسات تيللرسون الانفرادية خاصة أن شخصية ترامب تفرض أن يكون فريقه الحكومى منفذاً لسياساته وليس صانعاً لها.

ولم يكن غريباً أيضاً أن يعرف تيللرسون أنه فقد منصبه وتمت إقالته إلا عبر تغريدة لترامب على موقعه الخاص على «تويتر».

هذه الخلفية كان لا بد منها كى نعرض خبراً أذاعته قناة «آر.تى» الروسية الشهيرة المعروفة بمصادرها القوية والمطلعة، منذ 6 أيام، قالت فيه: «إن تيللرسون قام أثناء توليه حقيبة الخارجية الأمريكية بالتدخل والضغط لمنع كل من السعودية والإمارات من القيام بعمل عسكرى ضد قطر بهدف تغيير النظام».

ونسبت «آر.تى» التقرير إلى عدة مصادر أمنية أمريكية لم تسمّها.

وجاء فى التقرير أن أحد أهم أسباب إقالة تيللرسون هو خلافة مع ثلاث عواصم على وجه التحديد، هى: موسكو وأبوظبى والرياض، الذين عملوا ثلاثتهم على رحيل هذا الرجل الذى خدم مصالحه وارتباطاته أكثر من مصالح بلاده.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الأمريكية وحماية قطر السياسة الأمريكية وحماية قطر



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 12:09 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مظاهرات العراق... ثورة ضد التغلغل الإيراني

GMT 19:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود السرنجاوي يؤكد حاجة "الزهور" لعموميته وأعضاءه حاليًا

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 01:10 2017 الأحد ,05 شباط / فبراير

إيما ستون تبدو مثيرة في فستان أسود كشف جسدها

GMT 01:03 2018 السبت ,16 حزيران / يونيو

عباس يعزي الكابتن طيار ناهي مناع بوفاة والده

GMT 03:17 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

سعد لمجرد يكشف حقيقة ارتباطه بفنانة مغربية

GMT 01:58 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الأوروبي يقرّر استبدال قضاة بشر بـ "روبوتات ذكية"

GMT 17:07 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

ميلان يسقط أمام سامبدوريا في الدوري الإيطالي

GMT 13:54 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

صوت «المشتركة» في ميزان إسرائيل الثالثة

GMT 17:07 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مجموعة خواتم فاخرة لدور المجوهرات العالمية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen