آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تاريخنا كذب فى كذب!

اليمن اليوم-

تاريخنا كذب فى كذب

بقلم/ عماد الدين أديب

كتابة التاريخ فى عالمنا العربى أمر مذهل ومخيف وشبه مستحيل!

نحن نعيش فى عالم بلا ذاكرة حقيقية!

نحن نعيش فى عالم لا يتوافر فيه الحد الأدنى من الوقائع الصحيحة، والبيانات الدقيقة، والوثائق المدقّقة، والإحصاءات السليمة!

نحن نعيش فى عالم كل إنسان فيه يكتب الماضى والحاضر على هواه وبناءً على مزاجه، ولديه القدرة والصلاحية الكاملة لأن يقول فيه ويُسبغ عليه ما يريد!

إننى أتحدى، وأكرر أتحدى، أن يتفق الناس على أى واقعة أو حدث واحد، فى المائة عام الماضية!

مثلاً: قيل إن القذافى على قيد الحياة، ويعيش فى روسيا، وقيل إنه قتل بواسطة المخابرات الفرنسية، وقيل إن المخابرات الألمانية هى التى وشت به، وقيل إنه قُتل لأنه يؤوى عنده صدام حسين فى ثكنة العزيزية!

وقيل إن صدام حسين حى يُرزق، وإن الذى قُتل هو شبيه له، وإنه يعيش الآن فى كوريا الشمالية بعدما كان يعيش فى ليبيا، وإنه يقود من الخارج تنظيم داعش.

وقيل أيضاً إنه أُعدم، وإنه كان شديد الشجاعة، وإنه تسلق الـ12 درجة من درجات السلم المؤدى إلى المشنقة بثبات، وقال أنصاره إن الحبل الذى شُنق به جاء خصيصاً من إسرائيل، بينما قال قاضى التحقيق الذى أشرف على تنفيذ الإعدام إن الحبل تم شراؤه من منطقة السليمانية بدينارين! وقال موفق الربيعى، مستشار الأمن القومى، إنه هو الذى لقّن «صدام» الشهادة، بينما نفى ذلك قاضى التحقيق، وقال إن ذلك لم يحدث أبداً!

الروايات نفسها سوف نجدها متضاربة حول ثغرة الدفرسوار، واغتيال الملك فيصل، وزيارة أنور السادات إلى القدس، وحادث اغتياله، ومحاولة انقلاب أوفقير على الملك الحسن الثانى، وظروف وفاة عبدالسلام عارف فى العراق، وسقوط طائرة الملكة عالية فى الأردن، واغتيال بشير الجميل فى بيروت، وخروج شاه إيران آخر مرة من طهران، وأسباب حرب العراق وإيران، واغتيال المقدم إبراهيم الحمدى رئيس اليمن، وأسباب إقصاء بورقيبة بواسطة بن على فى تونس، وحقيقة مرض ياسر عرفات، الذى أدى إلى وفاته.

وبالطبع نحن لا نعرف هل مات «عبدالناصر» بشكل طبيعى أم مسموماً، وهل قُتل عبدالحكيم عامر أو انتحر؟ وهل اغتيال السادات كان بواسطة قتلته أم مؤامرة خارجية؟ وهل قتل رفيق الحريرى بواسطة انتحارى، أم عبر تفجير بالريموت كنترول، ومن الذى قتل وفجر مقر آصف شوكت؟ هل هو عمل من أعمال المقاومة، أم من خلال عملية تصفية من قبل الرئيس نفسه؟

لا شىء متفق عليه! لا وقائع ثابتة! حقائق ضائعة! وثائق مطموسة! ضلالات وأوهام مفبركة! الجميع يصوغ الماضى والحاضر على هواه وحسب مصالحه ورغباته!

إنه غياب الحق والمنطق والحقيقة!

ما أتعس تاريخ العرب!

وما ضربت به المثل هو واحد على مليار من ملايين الوقائع التى تم تزويرها!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخنا كذب فى كذب تاريخنا كذب فى كذب



GMT 06:46 2017 الخميس ,03 آب / أغسطس

فى العالم العربى الحلول مؤجلة!

GMT 06:28 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

أرجوكم لا تتحدثوا عن «تطابق»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 09:22 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ريم البارودي تكشف عن السر وراء نجاح مسلسل "قيد عائلي"

GMT 20:35 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

مواجهات حاسمة خلال شهر كانون الثاني في ختام دوري الطائرة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 23:54 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

أرسنال يسقط تشلسي بخطأ من جورجينو

GMT 15:07 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

طارق صالح يبشر بقرب نهاية مليشيات الحوثي

GMT 11:36 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"الحداثة المصرية" في مركز البحوث الأمريكية الأربعاء
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen