آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تحذير: تصدير «السترات الصفراء» للمنطقة

اليمن اليوم-

تحذير تصدير «السترات الصفراء» للمنطقة

بقلم-عماد الدين أديب

حذرنا بالأمس، واليوم نكرر، أن عدوى فوضى السترات الصفراء فى باريس بدأت فى فرنسا وسوف تنتقل بسرعة إلى نقاط عديدة فى عالم مأزوم مالياً، مضطرب سياسياً، قلق نفسياً، غير متوازن طبقياً، غاضب اجتماعياً.

إنه صراع برامج الإصلاح مع قدرة شرائح وطبقات المجتمع على دفع فاتورته وتحمل تبعاته القاسية.

وأزمة ثورة الثوار، أنها تبدأ لأسباب واقعية، ولأغراض بريئة ونبيلة وتنتهى مختطَفة من قبل قوى شريرة متآمرة ذات أغراض تخريبية فوضوية.

وتندلع الشرارة فى تلك الأحداث من جراء رد فعل غاضب من الجماهير تجاه قرار حكومى يؤدى إلى رفع تكاليف الحياة اليومية على أغلب الطبقات الكادحة والمتوسطة.

مثلاً حينما يصدر قرار ما من حكومة ما برفع أسعار المحروقات، أو أسعار سلع الغذاء الأساسية، أو رفع ضريبة القيمة المضافة أو ضرائب الدخل، فإن ذلك يمس وبقوة جيوب هذه الطبقات ويجعل حياتها اليومية أكثر صعوبة إلى حد قد يصل - فى بعض الحالات - إلى الاستحالة.

المعضلة الصعبة فى هذا الجدل وهذه التجربة أن كل طرف - أى الحكومة والمواطنين - على حق.

الحكومة تريد تدبير نفقات الموازنة وتقليل العجز وتحسين الخدمات ورفع معدلات الاستثمار، وهذا يأتى بالدرجة الأولى من تأمين موارد سيادية تأتى من جباية الضرائب والرسوم وتخفيض النفقات العامة وإيقاف ما يعرف بالهدر العام فى الموازنة.

من ناحية أخرى، يقول المواطن إننى أعانى أساساً من سوء الخدمات وارتفاع تكاليف الحياة، وزيادة معدلات التضخم، وعدم توفر فرص العمل، ثم تأتى الحكومة وتزيد الطين بلة حينما تخفض الامتيازات المالية وترفع الضرائب العامة، وتفرض القيمة المضافة على كل سلعة وترفع أسعار السلع الأساسية.

الحكومة تبحث عن موارد بأى شكل، والمواطن يريد أن يعيش بأى ثمن.

والإصلاح مؤلم لكنه ضرورى، والمواطن غير قادر على تحمل المزيد من التضحيات الاجتماعية التى يدفعها من رزقه وحياته.

نأتى إلى الطرف الثالث، وهى القوى المحلية والإقليمية والدولية التى تتربص بأى نظام مخالف لها فى الرأى أو المصالح وتحاول استخدام «ورقة الأوراق» وهى التأليب والتسخين الاجتماعى من الطبقات المتضررة من صعوبة إجراءات الإصلاح واختطاف آلامها وشكواها وتحويلها إلى عمل فوضوى شرير لا يهدف إلى فرض الإصلاح ولكن فرض الفوضى.

ومن هنا علينا أن نتوقع محاولات مستمرة ومستميتة سوف تكثر فى عواصم عربية كثيرة بهدف تسخين الأوضاع الاجتماعية الداخلية واستخدام معاناة الناس، وتحميل مشروعات الإصلاح «ادعاءات كاذبة بأنها مشروعات شريرة من حكومة فاسدة لا قلب لها تريد أن تحصل على فاتورة تمويل ثروات الأغنياء من جيوب الفقراء».

تذكّروا كلامى هذا جيداً، تلك هى اللعبة القذرة المقبلة، ونموذج السترات الصفراء مطلوب تصديره، وبقوة إلى مجتمعاتنا بهدف إحداث الفوضى المنشودة لتدمير مشروع الدولة الوطنية.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذير تصدير «السترات الصفراء» للمنطقة تحذير تصدير «السترات الصفراء» للمنطقة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:15 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيقة الفنان الراحل رشدي أباظة تتحدث عن حياته في "مساء الفن"

GMT 22:50 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

الألوان الزيتية والمائية

GMT 09:48 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أفضل الملابس المتماشية مع رحلات الكريسماس

GMT 18:53 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أحمد خليفة مديرًا فنيًا لمنتخب الجودو للمرة الثانية

GMT 17:20 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسطورة "ليفربول" الإنجليزي جيمي كاراغر يُشيد بثنائي "تشيلسي"

GMT 22:40 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

فيلم the nun حديث مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 05:50 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نمران صغيران يقتلان حارسًا في حديقة حيوان في الهند

GMT 06:13 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

إليك أفضل المتاجر الخاصة لمُحبّي هدايا عيد الميلاد

GMT 23:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

مشجعو ريال مدريد يختارون أفضل 6 لاعبين في تاريخ النادي

GMT 18:45 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

طرق إزالة بقع الدم عن الملابس بخطوات بسيطة

GMT 06:56 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعلن فرض رسومًا إضافية على العمالة الأجنبية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen