وصول شحنة ثانية من المساعدات الطبية الإماراتية لمكافحة وباء الكوليرا القاتل

وصلت إلى مطار عدن الدولي، طائرة إماراتية تحمل على متنها شحنة ثانية من المساعدات الطبية العاجلة المقدمة من دولة الإمارات لمكافحة وباء الكوليرا في اليمن، والذي بدأ بالتفشي بشكل كبير. وتقل الشحنة الثانية 50 طنا من الأدوية التي تضم محاليل وسوائل وريدية والتي سيتم تسليمها إلى منظمة الصحة العالمية لتوزيعها على المحافظات المنكوبة بالمرض حسب الحاجة ومدى انتشار الوباء فيها.

وأكد ممثلون عن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أثناء استقبال المساعدات العلاجية حرص القيادة الرشيدة على مواصلة تقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني من أجل رفع معاناته التي يواجهها في عدة قطاعات خدمية على رأسها القطاع الصحي، مشيرا إلى أن الدعم لن يستثني أحدا من أبناء الشعب وسوف يتم إيصال الأدوية اللازمة إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية عبر منظمة الصحة العالمية.

وجاء هذا الدعم الطبي بتوجيه من قيادة دولة الإمارات الشقيقة للهلال الأحمر الإماراتية بإرسال 100 طن كمساعدة عاجلة للشعب اليمني لمكافحة وباء الكوليرا الذي يجتاح معظم المحافظات، ووصلت شحنة أولى الأسبوع الماضي ضمت 50 طنا تم تسليمها لمنظمة الصحة العالمية التي شرعت بتوزيعها للمستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات اليمنية.

 في سياق متصل أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، عن ارتفاع عدد الوفيات جراء وباء الكوليرا في اليمن إلى 798 حالة. وقال طارق ياسرفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية هناك بلاغات عن 101820 حالة اشتباه إصابة بالكوليرا و789 حالة وفاة في 19 محافظة حتى الآن. وحذرت المنظمة من احتمال وصول العدد إلى 300 ألف إصابة لكن العدد اليومي لحالات الإصابة الجديدة تراجع بشكل طفيف في أسبوع حتى الخامس من يونيو إلى 3432 من 3651 في الأسبوع السابق.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير نشر أمس الأول: "اليمن في قبضة وباء كوليرا حاد على نطاق لم يسبق له مثيل". وجاء في التقرير: "زاد خطر الموت على الأطفال والنساء الذين يعانون سوء التغذية والناس الذين يعيشون في ظروف صحية مزمنة أخرى والأسر التي لا تجد ما يكفيها من طعام وهم يواجهون الآن التهديد الثلاثي من صراع ومجاعة وكوليرا.

ودعت منظمة "أوكسفام" الخيرية إلى وقف إطلاق النار من أجل التصدي للكوليرا حتى يتسنى وقف انتشار المرض مضيفة أن العدد المعلن أقل من الفعلي على الأرجح. وقال مدير المنظمة باليمن سجاد محمد ساجد "اليمن على حافة الهاوية".

علاج الكوليرا والوقاية منها بسيط لكن استمرار القتال يضاعف صعوبة المهمة. وتحدث الإصابة بالكوليرا نتيجة ابتلاع البكتيريا عبر تناول ماء أو طعام ملوث بالفضلات. ويظهر المرض في الغالب بإسهال مفاجئ وحاد وقد يفتك بالمصاب في غضون ساعات رغم أن ثلاثة أرباع المصابين لا تظهر عليهم الأعراض. ويجعل قصر فترة الحضانة المرض قادرا على الانتشار سريعا خاصة في مناطق تفتقر لشبكات مياه وصرف صحي آمنة.

وجاء في تقرير الأمم المتحدة: لم يحصل موظفو الصحة والصرف الصحي على رواتبهم منذ أكثر من ثمانية أشهر وتستورد البلاد 30 في المئة فقط من الإمدادات الطبية المطلوبة وعمليات جمع القمامة بالمدن غير منتظمة ويفتقر أكثر من ثمانية ملايين شخص لسبل الوصول لمياه شرب آمنة وصرف صحي ملائم.