آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

فن يُعوض عن السياسة

اليمن اليوم-

فن يُعوض عن السياسة

بقلم ـ د. وحيد عبدالمجيد

سيظل الحلم الذى غنت له، واختارته اسماً لأحد ألبوماتها، مستمراً مادامت فلسطين تنجب فنانين وأدباء مثلها. إنها الفنانة الفلسطينية الجميلة ريم بنا التى غادرت عالمنا قبل أيام بعد سنوات طويلة من آلام مرض لم يقعدها عن مواصلة نضالها بواسطة إبداعها الفنى إلا عندما أصاب أحبالها الصوتية.

أمثال ريم بنا يُعَّوضون بإبداعاتهم جزءاً من الخسائر المهولة التى يتسبب فيها سياسيون فلسطينيون من مختلف الفصائل والاتجاهات، أو معظمها. يحافظ إبداع فنانين وأدباء، مثل ريم بنا، على القضية حية رغم أن صراعات السياسيين الفلسطينيين أنهكتها حتى باتت اليوم كما لو أنها فى حال موت إكلينيكى.

نشأت أجيال من الفلسطينيين على فن ريم بنا المبدع، وسينشأ غيرهم، بفضل أغانيها الوطنية للأطفال. الغناء للأطفال، فى الوضع الفلسطينى، وبطريقة ريم بنا المحببة، نوع من النضال الوطنى الذى يبقى أثره عبر الزمن، إذ تتردد أصداء صوتها فى أغان يزداد انتشارها كل يوم، وخاصة أنها أعادت تقديم تراث غنائى فلسطينى كان ممكناً أن يندثر، إلى جانب الأغانى الجديدة التى كتبتها ولحنتها.

وبفضل إبداعها، صارت أغانى الأطفال الوطنية فى بيوت الفلسطينيين الذين لا يزالون قابضين على جمر قضيتهم، ولم ينخرطوا فى صراعات صغيرة لا تتوقف بين الفصائل التى صارت عبئاً عليهم، وظلوا يبحثون عما يُبقى فى قلوبهم الأمل، ووجدوه فى إبداعها.

لقد كان فن ريم بنا، وسيبقى، ملجأ لهؤلاء الذين يجدون فيه تعبيراً عن وجدانهم ومعاناتهم. يسمعون أغانيها التى تُلهمهم إصراراً وتصميماً فى ألبومات مثل «مرايا الروح»، و«مواسم البنفسج»، و«أغانى حب من فلسطين»، و«تجليات الوجد والثورة». أما ألبوم «صرخة من القدس»، الذى شاركها فيه فنانون فلسطينيون آخرون، فهو من أكثر ألبوماتها إثارة للشجن الممزوج بتحدى أسوأ احتلال فى تاريخ الظاهرة الاستعمارية0

والحال أن إبداع ريم بنا، وصوتها، اللذين انبثقا من قلب فلسطين 1948 فى مدينة الناصرة، سيبقيان ملهمين لكثير من العرب المؤمنين بعدالة القضية التى تعرضت لأكبر ظلم فى هذا العصر، سواء من المحتلين الإسرائيليين، أو من القوى الدولية الكبرى، أو من الفصائل الفلسطينية التى هزمت هذه القضية، وفعلت فيها ما لم يكن فى استطاعة أى احتلال أن يفعله.

المصدر : جريدة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن يُعوض عن السياسة فن يُعوض عن السياسة



GMT 02:27 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

صلاح.. وآفة الغرور

GMT 05:19 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

مبنى الركاب الثانى

GMT 01:22 2018 الأربعاء ,22 آب / أغسطس

ليبراليون أم ديمقراطيون؟

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

مع الغرب.. وضده

GMT 00:29 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

يوتوبيا التنمية المستقلة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 21:22 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

فوائد الكرفس

GMT 17:35 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

حمام " الصالحين " يتمتع بخدمات صحية للمرضى في الجزائر

GMT 01:52 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سُلاف فواخرجي توضح أسباب انسحابها من "باب الحارة"

GMT 11:09 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يتوعدون بإطلاق المزيد من الصواريخ نحو السعودية

GMT 01:02 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تعلن عن خطوات أنيقة لاستقبال شهر رمضان

GMT 01:49 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تفصح أنّ الأطفال في سن الرشد يعانون من الاكتئاب

GMT 05:05 2016 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حوض استحمام على شكل أرجوحة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen