آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أطلال «تعددية السادات»

اليمن اليوم-

أطلال «تعددية السادات»

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يُحسب لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية تنظيم ندوة قبل أيام بمناسبة الذكرى الأربعين للمرحلة الثالثة فى تاريخ التعددية الحزبية. بدأت تلك المرحلة عام 1976، بعد انقطاع نحو ربع قرن عن المرحلة السابقة عليها.

لم تتذكر أى جهة سياسية أو أكاديمية أخرى الذكرى الأربعين لإعلان الرئيس الراحل أنور السادات فى نوفمبر 1976 تحويل التنظيمات الثلاثة التى أُنشئت فى إطار «الاتحاد الاشتراكي» إلى أحزاب سياسية. لم يبق من تلك الأحزاب الثلاثة إلا أطلال حزب واحد (حزب التجمع)، لأن الحالة التعددية التى كان من باكورة أحزابها صارت أطلالا هى الأخري.

كان فى إمكان السادات أن يدخل تاريخ الديمقراطية فى العالم عندما استجاب للمطالب التى تنامت بعد حرب 1973 سعيا إلى تعددية حزبية تكون أساسا لنظام ديمقراطي. ولكنه لم يتحمل هذه التعددية لأكثر من شهور قليلة. فما أن نشبت انتفاضة يناير 1977 الشعبية ضد قرار رفع الأسعار حتى شرع فى غلق المجال العام قبل أن تكتمل عملية فتحه. وصَّب غضبه وقتها على اليسار المصرى الذى كان حزب التجمع هو التعبير العلنى عنه. وأخذ التضييق عليه يزداد، ويمتد إلى حزب الأحرار الذى وُصف بأنه حزب اليمين رغم أنه لم يكن له لون ولا اتجاه.

وبعد أن فعلت إجراءات التضييق والحصار السياسى فعلها فى إضعاف حزبى الأحرار والتجمع، عصف السادات بحزب مصر العربى الاشتراكى التابع له أيضاً. اتهمه بأنه لا يقوم بدور فاعل، متناسياً أن أى حزب حاكم يظل فى حضَّانة السلطة ما لم توجد تعددية حقيقية لم تعرفها مصر إلا لشهور قليلة فى أواخر 1976 وأوائل 1977.

وهكذا خنق السادات تجربة التعددية الحزبية التى أطلقها فى مهدها. وواصل مبارك سياسته فى خنق التعددية الحزبية، وفى عقد صفقات مع جماعة «الإخوان» لفتح المجال العام الاجتماعى أمامها فى مقابل التزامها بسقف منخفض فى العمل السياسي. اقتنع مبارك «ـبنظرية» شريرة لأحد مستشاريه، وهى أن «الإخوان» بديل مستحيل لا خوف منه، بخلاف الأحزاب التى ستصبح بديلاً ممكناً إذا تُركت تعمل بحرية فكبرت وتوسعت. وكانت مهمة مبارك فى هذا المجال يسيرة لأن السادات خنق التعددية الحزبية قبل اغتياله، وأوجد حالة دفعت الأحزاب للانغماس فى صراعات داخلية بعد غلق المجال أمام أى تنافس حقيقى بينها, فساهمت بذلك فى تسهيل عملية تهميشها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطلال «تعددية السادات» أطلال «تعددية السادات»



GMT 02:27 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

صلاح.. وآفة الغرور

GMT 05:19 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

مبنى الركاب الثانى

GMT 01:22 2018 الأربعاء ,22 آب / أغسطس

ليبراليون أم ديمقراطيون؟

GMT 01:00 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

مع الغرب.. وضده

GMT 00:29 2018 الإثنين ,20 آب / أغسطس

يوتوبيا التنمية المستقلة
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen