آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مصر بعد "الربيع"

اليمن اليوم-

مصر بعد الربيع

بقلم- محمد صلاح

لا يحتاج الأمر أدلة كثيرة لإثبات تحسن الاقتصاد المصري خلال السنوات الماضية بدرجة كبيرة تفوق التوقعات، فحتى من دون الدخول في تفاصيل وأرقام ومقارنات، يكفيك أن تسير في الشوارع وتتنقل بين المدن المصرية، وتدخل هذا الحي، وتخرج من ذاك، وترتاد المنتديات والمقاهي والمحلات والفنادق والأماكن السياحية، لتدرك أن البلد صار ديناميكياً جداً، وأن الحركة فيه لا تهدأ، وأن الأموال صارت تنتقل بين أهله بصورة أكثر يسراً وأكبر حجماً وأقل ضرراً!صحيح أن كل التطورات التي طرأت على مصر خلال الفترة الأخيرة لم تكن سهلة، وأن الشعب المصري واجه ولا يزال حرباً ضروساً من جانب جماعة "الإخوان" التي تدعمها تركيا وقطر وقنوات ومنصات إعلامية وجهات غربية، غير أن المصريين مقتنعون تماماً بأن تلك الحرب هي ثمن بقاء بلدهم موحداً، وجيشهم قوياً وحدودهم محمية، بينما دول أخرى في المنطقة عبر فوقها "الربيع العربي"، فشتت شعوبها وقسم جيوشها وفتت حدودها وهجر أهلها.الباحثون عن الأرقام، سيجدون فيها براهين كثيرة على انفراج كبير في أحوال الاقتصاد المصري، وفقاً لما أعلنته وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد قبل أيام. إذ إن معدل النمو ارتفع خلال الربع الأول من العام الجاري ليشهد 5.6 في المئة مقابل 5.4 عن الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقاً للخطط المرصودة، فإن الهدف الوصول بمعدل النمو إلى 8 في المئة في عام 2022، كما انخفض معدل البطالة إلى 8.9 في المئة في الربع الأول من العام الجاري، مقابل 11.3 في الفترة نفسها من العام الماضي. أما احتياطي النقد الأجنبي، فارتفع إلى 44.2 بليون دولار في نيسان (إبريل) الماضي، بينما تخطت تعاقدات واردات السلع الاستراتيجية نحو 8 شهور، وهي التي لم تكن تقضي أكثر من ثلاثة شهور قبل 5 سنوات.
يغضب "الإخوان" من لغة الأرقام المدونة رسمياً، وكذلك من تقارير المؤسسات الاقتصادية المالية الدولية، والوكالات المتخصصة في التصنيف الائتماني ومن بينها وكالة "فيتش"، التي رفعت التصنيف الائتماني لمصر إلى B+ في نظرة مستقبلية مستقرة. لكن الواقع على الأرض، يرسم ملامح صورة لمصر غير تلك التي دأب "الإخوان" وحلفاؤهم على محاولة ترسيخها، ما يزيدهم غضباً على غضب. بالطبع، إن المشروعات العملاقة التي تنفذ في ربوع مصر ومدنها وصحرائها الواسعة، والتي يسعى "محور الشر" دائماً إلى محاولة التقليل من فوائدها والتشكيك في جدواها، أسهمت بدرجة كبيرة في خفض معدلات البطالة وأسهمت في رواج كبير لمواد البناء والصناعات المتعلقة بها، إضافة إلى الأبعاد السياسية التي حققتها وأهمها إسقاط مخططات "الإخوان"، وكشف زيف الخطاب الإعلامي للجماعة، التي ظلت على مدى خمس سنوات تبشر عناصرها بأن "الانقلاب يترنح"، ثم تغير خطابها بعدها إلى مهاجمة الشعب المصري الذي يسكت على هذا النظام!صارت الحياة في مصر الآن أسهل وأفضل كثيراً بالمقارنة مع العقد الماضي. وكذلك بالطبع أثناء فترة الخراب والفوضى والانفلات التي أعقبت "الربيع العربي"، كما أن التنقل بين المدن المصرية صار أكثر يسراً بفعل آلاف الكيلو مترات من الطرق التي شقت الصحراء لتربط مدن الوادي بالصعيد والغرب بالشرق. أما الأزمات الصعبة التي كانت تعصف بالمواطن المصري في شأن السلع الأساسية كأنابيب الغاز والخبز، أو حتى الكهرباء والمحروقات، فصارت مجرد ماض.لا تخلو مصر من المشاكل والأزمات، لكونها بلداً كبيراً، وعدد سكانها يتجاوز المئة مليون، لكنها تجاوزت "الربيع العربي" وآثاره. يتعايش المصريون مع واقع ما بعد "الربيع"، ويتمسكون بالأمل في حل ما تبقى من أزمات ومشاكل. وهم يمارسون أقصى أنواع التنكيل بـ "الإخوان" وحلفاء الجماعة، ويتلذذون وهم يرون "الإخوان" وكل الجهات التي تدعمهم، يتألمون ويزيدون من آلامهم بمزيد من البناء وعلاج أمراض الماضي وترويض الواقع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بعد الربيع مصر بعد الربيع



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen