آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

العلاج بالحدائق

اليمن اليوم-

العلاج بالحدائق

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، بينما كان النمساوي ستيفان زفايك يجدد معاملة إقامته في أحد مكاتب وزارة الداخلية في لندن، دخل موظف إلى المكتب وقال لرفيقه بكل هدوء: «لقد أعلنوا الحرب». وبكل هدوء أكمل رفيقه معاملة إقامة للرجل الذي أعلن مواطنه، أدولف هتلر، تلك الحرب.
انتهت المعاملة وخرج إلى الشارع، فلم يجد إنساناً واحداً يعدو أو يسير في سرعة؛ الطبع «الإنجليزي» لا تغيره حرب عالمية. يقول زفايك إن المثل الشائع هو أن أهم شيء في حياة البريطاني هو بيته، لكنه اكتشف أن أهم شيء عنده هو حديقته. ليس هناك بريطاني من دون حديقة، سواء كان لورداً كبير القصور، أو نجاراً لا تزيد حديقة منزله على حجم سيارتين.
الحديقة هي عالمه ورفيقة عزلته، وربما هي من عوده الهدوء. عندما أشاهد نشرات الأخبار أو البرامج السياسية في لبنان، لا أسمع إلا صراخاً: السياسيون يصرخون، والنواب في البرلمان يهوّلون، وموظفو الكهرباء يهددون، وأمهات الطلاب يرفعن الصوت في وجه الوزير. وكنت قد بدأت استخدم سماعات أذن، بناءً على نصيحة الطبيب، لكنني منذ أن عدت إلى بيروت، لم أعد أتذكر وجودها.
لا أدري كيف يتشاجرون في بريطانيا. وعندما شكا جيران رئيس الوزراء من مشاجراته مع صديقته في الليالي، خطر لي أن السيدة من أصل إيطالي.
يقول زفايك: شكراً لتلك الحدائق، الفقيرة أو الجميلة، التي تحصن البريطاني ضد الانهيار العصبي والتوتر والكآبة. وسر صراخنا في بيروت أنها مدينة حلفاء؛ كل شبر فيها إسمنت أو بلاط أو عدوان على البيئة وصحة الحياة، كل شبر جريمة فساد ومخالفة لقوانين الطبيعة والبشر. كانت هناك حديقة وحيدة في منطقة الصنائع أرغمنا عليها الأتراك، ولا تزال، رغم محاولات بيعها. أشعر بالتقزز يوم أتذكر بيروت التي عرفتها شاباً، والتي هي اليوم. وهي تمتد وتتواصل نحو الضواحي والأرياف في كل الاتجاهات وكل الوقاحات والقباحات.
الحدائق سكينة المدن في كل مكان. ملوك النمسا وفرنسا وإيطاليا تركوا أجملها للناس. وأعز بقعة في لندن هي حول هايد بارك، كما أن أغلى شرفة في نيويورك هي التي تطل على «سنترال بارك»، رئة المدينة المرصوصة بناطحات السحاب.
أجد كثيراً من سكينتي في حديقتي الصغيرة. تحاورني وتهدئني، وتفرحني ألوانها وتشجعني ثمارها على سر التحمل والتشدد، و«أشياء الجمال»، كما في عنوان جوزف صايغ عن سعيد عقل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج بالحدائق العلاج بالحدائق



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 22:40 2021 السبت ,17 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 19:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود السرنجاوي يؤكد حاجة "الزهور" لعموميته وأعضاءه حاليًا

GMT 15:02 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

الجيش يسقط طائرة حوثية مسيرة في محافظة حجة

GMT 05:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

النجمة سيرين عبد النور تتحدث عن جنس مولودها الذي تنتظره

GMT 12:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أنطوان غريزمان يؤكد شغفه في متابعة كرة السلة الأميركية

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ورشة عمل حول تطوير التعليم العالى في جامعة الفيوم

GMT 16:43 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

إصلاحات جديدة في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم

GMT 22:06 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الإعلان عن منح دراسية في الجامعات العراقية

GMT 10:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

بروسيا دورتموند يفتقد غوتزه أمام ريال مدريد

GMT 16:56 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغالي مورينيو يحضّر النجم بول بوغبا لمفاجأة تشيلسي

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

العلماء يجدون 7 أنواع جديدة من الضفادع الليلية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen