آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

جلال أمين... جَلد يوسف شاهين

اليمن اليوم-

جلال أمين جَلد يوسف شاهين

بقلم - سمير عطا الله

قصة الدكتور جلال أمين مع يوسف شاهين هي قصته، أو حساسيته المفرطة من جميع المتأثرين بالثقافات الغربية. وإنما أكثر قليلاً، وربما أكثر كثيراً. فهو قبل أن ينتقد محمد عبد الوهاب يعبّر عن تأثره به ومحبته له وتقديره لعبقريته. وقبل أن ينتقد توفيق الحكيم يتحدث طويلاً عن أعماله الأولى وأصالته وروعة «يوميات نائب في الأرياف»، و«عودة الروح». أما بالنسبة ليوسف شاهين فبلا رحمة ولا مهادنة منذ أن ذهب في المرة الأولى لرؤية فيلم «إسكندرية ليه». عندما كان في لوس أنجليس يومها عقد شاهين مؤتمراً صحافياً بعد عرض الفيلم حضره الدكتور أمين، وأدلى برأيه بأن الفيلم لا يتماشى مع روح المصريين وذوقهم وإيقاعهم. فغضب المخرج غضباً شديداً. وعلق أمين قائلاً: «الفيلم خلاب من الناحية الشكلية نعم، ولكن هل يغفر هذا الجمال الشكلي عيوب الفيلم؟ لا».

بعدها يذهب الدكتور أمين لحضور فيلم «وداعاً بونابارت» ويخرج من الصالة بالمشاعر نفسها التي خرج منها بالفيلم السابق. ولم يرَ في السينمائي الشهير «سوى مخرج متحلقٍ يخاطب الخواجات من فوق رؤوس المصريين». ثم يعرض فيلم «حدوتة مصرية» في صالة قريبة من منزل الدكتور فيذهب لحضوره: «وكرهت (حدوتة مصرية) بشدة، وتساءلت بغضب بيني وبين نفسي لماذا يظنّ مخرجٌ أنّ من حقه أن يشغل الناس بوقائع من حياته الشخصية لا مغزى لها على الإطلاق بالنسبة للمشاهدين».

ثم يعرض يوسف شاهين فيلمه التالي «المهاجر» وتتدافع الناس لمشاهدته واقفة في الطوابير. وفي أحد هذه الطوابير يقف أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية، وعندما يخرج من الفيلم: «لا يتأكد لي فقط كل ما شعرت به من قبل إزاء (إسكندرية ليه) و(وداعاً بونابارت)، ولكني وجدت أنه يحمل رسالة سياسية سيئة للغاية، وكتبت مقالاً عنه بعنوان مبهر للعين ثقيل جداً على القلب، فإذا بي أتعرّض لهجوم من كل صوب، وكأن ليوسف شاهين أنصاراً مسلحين منبثين وراء كل جدار، متأهبين لأي بادرة نقدٍ قد توجه إليه لينقضوا على صاحبها، وهو الذي يدعي أن رسالته هي حرية الفكر والتعبير».
ثم يأتي دور أشهر أفلام يوسف شاهين: «المصير»، فيعرض أولاً في الخارج فتسبقه إلى مصر ضجة أكثر من أي فيلم آخر من قبل. ويعدد الدكتور أمين أنواع المقالات التي ظهرت آنذاك مرحبة بالفيلم. ولا يتردد في الذهاب إلى مشاهدته فماذا يرى فيه؟: «رأيت أشياء جميلة جداً وأشياء سيئة للغاية. كل لقطة تحفة. المناظر خلابة والديكور رائع. وتكوين كل منظر أشبه باللوحة ووجوه الممثلين أيضاً رائعة. ولكن تفسير الفيلم لشخصية ابن رشد كان تفسيراً غير حكيم بالمرة». لن يفلت يوسف شاهين من غضب الدكتور مهما فعل.
إلى اللقاء..

نقلا عن الشرق الاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين جَلد يوسف شاهين جلال أمين جَلد يوسف شاهين



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 13:33 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

رد مفاجئ من الملكي على طلب السيتي بضم كوفازيتش

GMT 18:39 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ريما كركي تحصد جائزة "عيون للثقافة والفن" في العراق

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 06:14 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وصفات طبيعية للتخلص من القشرة دون عودة

GMT 21:55 2016 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

بيتر تشيك يكشف سبب هزيمة فريقه أمام مانشستر سيتي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen