آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مفكرة روسية من حرب أفغانستان

اليمن اليوم-

مفكرة روسية من حرب أفغانستان

بقلم - سمير عطا الله

نالت سفتلانا ألكسندريوفيتش نوبل (2015) على نوع جديد من الآداب. بدلاً من أن تكتب الرواية، تركت أشخاصها يتحدثون. فعلت ذلك خلال الكوارث التي ضربت روسيا: الانفجار النووي في «تشرنوبيل»، وحرب الروس في أفغانستان. فيما يأتي مقاطع مما رواه لها جنود روس من فرق مختلفة:> عليك أن تطلق النار أولاً وتكتشف بعدها ما إذا كانت امرأة أم طفلاً... لكل منا كوابيسه.> الحمير هناك، تستلقي أثناء القصف، وعندما ينتهي الأمر، تنهض من جديد.
> إن التحديق عن كثب في شجاعة شخص يواجه الخطر فيه شيء من الفجور ولذة التلصص. بالأمس، تناولنا الفطور في (كافتيريا المركز) وألقينا التحية على الشاب الذي كان يتولى الحراسة. بعد نصف ساعة، قتل بشظية طائشة من قذيفة هاون. حاولت طوال اليوم أن أتذكر وجه ذلك الشاب.> قمنا بالقبض على بعض الإرهابيين وقد استجوبتهم: «أين مخزن أسلحتكم؟» لا جواب. ثم صعدنا باثنين منهم في المروحيات الهوائية (وسألنا): «أين هو؟ دِلّونا عليه!» لا جواب. ألقينا بأحدهم على الصخور...
> كم قد استخدم من الرصاص والقذائف، كم قد دُمّر من السيارات المصفحة والمروحيات الهوائية، كم من البدلات العسكرية قد تمزّق إرباً، كم كلفنا كل ذلك؟> لدي في جسدي لائحة كاملة بالعناصر. ما زلت أعاني من الملاريا. وكنت قد قلعت من فترة وجيزة، بضعة أسنان، واحداً تلوَ الآخر، وبدأت أتكلم وأنا بعد تحت تأثير الصدمة والألم. طبيبة الأسنان، وهي امرأة، نظرت إلى وجهي بشيء من الاشمئزاز وقالت: «فمه مليء بالدم، ويريد أن يتكلم...». (في فمه ماء ويجرؤ على الكلام). في تلك اللحظة أدركت أنني لن أكون قادراً على التحدث بصدق عن أي شيء مرة أخرى. الجميع يفكر في أننا على هذا النحو، أفواه مليئة بالدم، ونريد أن نتكلم.> جئت إلى طشقند بعد ستة عشر يوماً من إصابتي. كنت أشعر بألم في الرأس لمجرد الهمس، ولم أستطع التحدث بصوت عال. في المستشفى في كابول، فتحوا جمجمتي ووجدوا الكثير من صمغ العصيدة وأخرجوا بضعة أجزاء (جذاذات) من العظام. أعادوا جمع يدي اليسرى إنما بواسطة المسامير بدلاً من المفاصل. وكان أول ما شعرت به هو الحزن. حزنت لأنني لن أعود إلى هناك أبداً، ولن أرى أصدقائي أبداً، ولن أتمكن من القيام بالتمارين الرياضية على تلك القضبان الأفقية مرة أخرى. قضيت عامين إلا خمسة عشر يوماً في مستشفيات مختلفة. خضعت لثماني عشرة عملية جراحية، أربع منها تحت التخدير العام. كتب طلاب الطب مقالات (تقارير) عن وضعي، ما أعاني منه وما لا أعاني منه. لم أستطع أن أحلق ذقني بنفسي.> عندما تصيب رصاصة شخصاً ما، تسمعها. إنه صوت واضح لن تنساه أبداً، يشبه صفعة مبلولة. زميلك بقربك يقع على وجهه في الرمل. رمل طعمه مرير كطعم الرماد. تديره على ظهره. السيجارة التي أعطيته إياها للتو عالقة بين أسنانه ولا تزال مشتعلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة روسية من حرب أفغانستان مفكرة روسية من حرب أفغانستان



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:08 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شينولا تطرح أفضل سماعات للرأس بتصميمات أنيقة

GMT 14:48 2016 الأربعاء ,03 آب / أغسطس

كوكتيل الرمان

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

GMT 03:02 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل تعرفين أثار الضرب على طفلك؟

GMT 22:55 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع لا بورا ملاذ مخصص للسيدات

GMT 13:12 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

أزارو يخلق أزمة بالاتفاق السعودي

GMT 04:46 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

بولتون يؤكّد أن ناسا لديها برنامج يتوقع الجفاف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen