آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حكاية ممدوح غراب مع التوك توك

اليمن اليوم-

حكاية ممدوح غراب مع التوك توك

بقلم - عماد الدين حسين

هناك تجربة مهمة فى محافظة الشرقية نتمنى لها النجاح وأن يتم تعميمها فى بقية المحافظات.
المحافظ الدكتور ممدوح غراب قرر تقنين عمل التكاتك، وتطبيق ذلك على أرض الواقع.

قابلت الدكتور غراب يوم السبت قبل الماضى، خلال افتتاح بعض المشروعات القومية انطلاقا من محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر. وحكى لى عن الخطوات العملية التى اتخذها فى هذا الصدد منذ تعيينه محافظا للإقليم فى ٣٠ أغسطس الماضى.
هو قرر منع سير التوك توك داخل المدن، وحدد له حرية الحركة فى القرى وخارج المدن بخط سير واضح ومحدد ومعلن. المحافظ يقول إنه يدرك استحالة منعه تماما، بعد ان صارت له أهمية فى بعض المناطق النائية مثل القرى والأرياف والمناطق التى لا توجد بها مواصلات منتظمة. لكن لن يسمح له بتاتا بالعمل داخل المدن كما كان الحال قبل ذلك.
المحافظ لم يكتفِ باتخاذ القرار فقط كما فعل كثيرون، ولكن قرر اللجوء إلى تطبيقه بصورة غير معهودة، حيث طلب من بعض موظفى الوحدات المحلية بالمحافظة الوقوف على مداخل ومخارج المدن لضبط أصحاب المركبات المخالفة ومراقبتها، كما اتفق غراب مع مدير أمن المحافظة على وقوف عدد من أفراد الشرطة مع موظفى الإدارة المحلية. 
قرار المحافظ كان واضحا وهو أن أى توك توك لا يقوم بتوفيق أوضاعه، أى ترخيصه وتركيب أرقام أو «نمر»، وكذلك الالتزام بخط السير، فسوف يتم مصادرته فورا، وهو ما حدث بالفعل مع أكثر من ٢٢٤٠ مركبة منذ بدء تطبيق القرار.
نتيجة لهذا التصدى الواضح فإن عدد المركبات التى تعمل داخل المدن انخفض بنسبة تصل إلى ٧٠٪، خصوصا أن عقوبة المخالف ليست فقط مصادرة التوك توك، بل غرامة قدرها عشرة آلاف جنيه، كما يقول غراب.
المفارقة أن عددا من أصحاب وسائقى التكاتك تجمعوا أكثر من مرة، وحاولوا الاحتجاج والاعتصام أمام المحافظة ضد قرار غراب.
انتهى كلام المحافظ، لكن الملاحظ أن هذا التجمع الاحتجاجى لم يكن يعبر فقط عن غضب أصحاب وسائقى التكاتك، ولكن عن غضب لوبى كبير يملك ويتحكم فى عمل هذه المركبات العشوائية، وهو امر مثير حتى نعرف من الذى يقف خلف هذه الظاهرة الملعونة.
من بين البيانات المهمة التى ينبغى أن نعرفها هى خريطة ملاك التكاتك.. هل هم من يركبونها من الشباب صغير السن، أم أن هناك آخرين وما هى مهنهم وهل يمثل بعضهم حماية لهذه الفئة شبه المتمردة على المجتمع؟!
انتشار التوك توك أدى إلى العديد من الأمراض والظواهر الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية الخطيرة.
أحد المسئولين حكى لى أن هناك تلاميذ يتهربون ويتسربون من المدارس، أعمارهم تقل عن تسع سنوات لقيادة التوك توك. بل إن هناك بعض المدرسين يعملون معلمين صباحا، وسائقين على التوك توك مساء.
وبالطبع فإن الظاهرة الأخطر، هى أن غالبية مساعدى الصنايعية فى معظم الحرف تركوها، واتجهوا إلى التوك توك لأنه يعطيهم إحساسا زائفا بالقيادة و«المرجلة»، كما أن عائده فى أربع ساعات، أعلى من العائد فى العمل مساعدا للسباك أو النجار أو النقاش طوال اليوم. والنتيجة المحزنة لذلك، هى أن مصر تكاد تخسر أجيالا من صنايعية المستقبل.
مرة أخرى لا أحد عاقل يطالب بإلغاء التوك توك تماما، لأنه صار وسيلة أساسية للتنقل خصوصا فى الأرياف أو المناطق التى لا تصلها المواصلات العامة أو الخاصة المنتظمة.
لكن تنظيمها صار مسألة حياة أو موت من أجل أن يعود القانون للعمل مرة أخرى، ومن أجل أن يشعر الناس أن هناك نظاما فى هذا البلد، وأن هناك هيبة للدولة.
ترك التوك توك بهذا الشكل يهدد البلاد بأمراض متنوعة، وبالتالى فالجميع فى انتظار أن تطبق وزارة التنمية المحلية ما وعدت به من تنظيم وتقنين للتوك توك. وأن تقدم لنا جدولا زمنيا لتطبيق ذلك على أرض الواقع.
طبقا لما سمعته فإن تجربة د. ممدوح غراب مبشرة، ونرجو نجاحها واكتمالها حتى يتم تطبيقها فى كل المحافظات، حتى يعود للشوارع الحد الأدنى من القانون وحتى يعود للناس الأمل فى حياة آدمية، وليست حياة التكاتك التى تكسر كل القوانين والقيم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية ممدوح غراب مع التوك توك حكاية ممدوح غراب مع التوك توك



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 22:40 2021 السبت ,17 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 19:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمود السرنجاوي يؤكد حاجة "الزهور" لعموميته وأعضاءه حاليًا

GMT 15:02 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

الجيش يسقط طائرة حوثية مسيرة في محافظة حجة

GMT 05:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

النجمة سيرين عبد النور تتحدث عن جنس مولودها الذي تنتظره

GMT 12:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أنطوان غريزمان يؤكد شغفه في متابعة كرة السلة الأميركية

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ورشة عمل حول تطوير التعليم العالى في جامعة الفيوم

GMT 16:43 2017 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

إصلاحات جديدة في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم

GMT 22:06 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الإعلان عن منح دراسية في الجامعات العراقية

GMT 10:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

بروسيا دورتموند يفتقد غوتزه أمام ريال مدريد

GMT 16:56 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغالي مورينيو يحضّر النجم بول بوغبا لمفاجأة تشيلسي

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

العلماء يجدون 7 أنواع جديدة من الضفادع الليلية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen