آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

خدمات المؤسسات الدينية

اليمن اليوم-

خدمات المؤسسات الدينية

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

لو كنت مكان مؤسسة الأزهر الشريف، لأخضعت تعليقات مريدى عبدالله رشدى والمتحرشين بنساء وفتيات مصر باسم الدين على مواقع التواصل الاجتماعى لبحوث معمقة ودراسات موثقة. ولو كنت مكان دار الإفتاء، لتوقفت لحظات لأفكر فيما يرد إلىّ من أسئلة خاصة بتفاصيل الحياةم اليومية، وبعضها أقرب إلى الخيال غير العلمى، وأخضعتها لتحليل علمى حقيقى. ولو كنت مكان وزارة الأوقاف لأبحرت فيما يقال تحت المنبر، ما يعكس فكرًا غريبًا سائدًا.

فما يقدمه الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف هو فى نهاية المطاف خدمات. وحتى أرفع من مستوى الخدمة وأدخل تعديلات وتحديثات لما أقدمه، علىَّ أن أواكب السوق، بل أحاول أن أكون خطوة أو اثنتين قبله. وإذا أردت مزيدًا من التجويد والتحسين، فلن أكتفى بتفصيل خدماتى المقدمة على مقاس العميل، بل أبدأ حوارًا تفاعليًا معه ونقاشًا مستنيرًا مع أسرته، ومنها أرفع من مستوى متطلباته وأحيط نفسى علمًا بما هو مطلوب، مع تزويد مؤسساتى ومواردى وإمكاناتى بتدريب وتحديث حتى أرتقى بمستوى كلٍّ من الخدمة والعميل. لماذا؟ لأن الارتقاء بمستوى العميل سيرتقى حتمًا بمستوى خدماتى، وهلم جرا.

أما الاكتفاء بما كنت أقدمه لعملائى قبل خمسين أو سبعين أو ثمانين عامًا بحجة أن «العميل عايز كده»، أو على اعتبار أن ثقافة العميل تحجرت أو تجمدت أو تيبست، فإن هذا يعنى أن العالم من حولى أنا وعملائى سيتركنى وحدى لأنعم بالماضى وذكرياته. وتصور أننى أديت واجبى التحديثى لأنه أصبح لدىّ موقع إلكترونى، أو لأننى أرد على العملاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو لأننى أترجم خدماتى إلى اللغات الأجنبية.. فهذا تصور يجانبه الصواب. لماذا؟ لأننى غالبًا أقدم فى الموقع الإلكترونى نفس المادة التى كنت أقدمها شفاهة أو مكتوبة على ورق قبل عشرات السنين. وعلى الأرجح أرد على الأسئلة التى كانت تَرِد إلىّ وجهًا لوجه بالإجابات ذاتها التى كنت أعتمدها أيضًا قبل عقود.

العقد المبرم بين جموع المصريين ومؤسساتهم الدينية يشير إلى علاقة ندية، واستجابة فعلية لمتطلبات العصر، ومواكبة لكوكب نعيش عليه ولا يمكن الانفصال عنه تحت مسميات معسولة، مثل الخصوصية والتفرد والحماية، وغيرها.

تحديث المحتوى بناء على دراسات معمقة لما يجول فعليًا بين الناس- بمن فيهم من امتنعوا عن اللجوء لمؤسسات رسمية لأسباب معروفة حتى وإن نعتها البعض بنعوت الترهيب التكفيرى والتخويف الدينى- بات ضرورة قصوى. وتحديث المحتوى أهم من مواكبة الحداثة التقنية. بمعنى آخر، فإن مواكبة (ويفضل استباق) الزمن تستدعى معرفة مجريات هذا الزمن الفكرية والثقافية الفعلية.

وإذا كان شطط الخيال بتحديث وتنقيح الخطاب الدينى أوتوماتيكيًا عقب ثورة 30 يونيو قد أوقعنا فى معضلة انهيار سقف التوقعات وحدوث حالة من الإحباط لدى راغبى التنقيح، فربما يأتى التجديد من الداخل عبر المتابعة والتيقن بالحاجة الماسة لذلك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدمات المؤسسات الدينية خدمات المؤسسات الدينية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 18:46 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

إختتام بطولة النخبة المفتوحة للبولينج في صنعاء

GMT 20:02 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الحكم على المغنية الشعبية بوسي غيابيا بالسجن 3 سنوات
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen