آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل نظام المرشد في مهب الريح؟

اليمن اليوم-

هل نظام المرشد في مهب الريح

عبد الرحمن الراشد
بقلم - عبد الرحمن الراشد

التساؤلات حول تطورات الأحداث في إيران تلحّ في استكشاف مصير النظام، ما الذي يمكن أن يحدث؟
الهجوم الأميركي المباغت والمتكرر عليهم في العراق، وقتل أبرز قادتهم العسكريين، فعلياً هو أول امتحان حقيقي لصلابة النظام وقدراته منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية في أواخر الثمانينات.
عجزهم في طهران عن الرد المكافئ، وإسقاطهم الطائرة الأوكرانية، وعودة الاحتجاجات إلى شوارع طهران رافعة سقف مطالبها باستقالة المرشد الأعلى... كلها مصائب تراكمت على طهران. وهي ليست مجرد حظ سيئ مع مطلع العام ولا مصادفات، بل نتيجة طبيعية لنظام متهالك ومتغطرس، معاً.
فهذا الذي يبدو أمامنا أسداً من زئيره العالي ليس إلا نظاماً هرماً غير قادر على التكيف مع تبدلات الداخل ولا التأقلم مع محيطه والعالم. وسبق أن كتبت قبل الأزمة أن عدو دولة المرشد الأعلى ليست الولايات المتحدة ولا السعودية أو إسرائيل بل شعبها في الداخل الذي تتجاهله.
السؤال يتكرر وبإلحاح الآن: ما الاحتمالات مع الضغوط الداخلية والخارجية الهائلة عليه؟
أهون الاحتمالات، ولن يفعل، أن يسارع ويغيّر سياسته الداخلية والخارجية وينجو. الثاني، أن يتغير رأس النظام، فيستولي على السلطة أحد الجنرالات من الجيش أو «الحرس الثوري»، أمر مرهون بحجم التحركات في الشارع. وعليه أن يعيد إنتاج نفسه من جديد داخلياً وخارجياً. والاحتمال الثالث أن ينهار النظام تحت الضغوط الهائلة من الشارع ويقفز على السلطة من يتقدم الصفوف بدعم من المؤسسة العسكرية وينتهي نظام آية الله كما نعرفه. والاحتمال الرابع أن تستمر الاحتجاجات ويزيد القمع، وفي الأخير يسيطر النظام وسط بحر من الدماء كما فعل في سوريا، وسيقدم تنازلات كبيرة للخارج، وهو خيار قد لا يدوم طويلاً، لأن إيران بلد كبير ويعاني. والاحتمال الأخير أن ينهار النظام في لحظة وتدب الفوضى، وهذا خيار لا يتمناه أحد نظراً إلى خطورته على إيران والمنطقة.
الحديث عن مصير النظام ليس نتيجة مقتل سليماني وما تلاه من كوارث على النظام، بل أمر متوقع منذ زمن، ولا شك أن الاتفاق النووي الذي تبنته الإدارة الأميركية السابقة منح قُبلة الحياة لطهران بعد أن كانت تعاني من العقوبات والعزلة. إلا أنها بدلاً من أن تصحح أخطاءها أمعنت فيها ورفعت مستوى مغامراتها في المنطقة وزاد قمعها للداخل وجاءت إدارة أميركية لتعيد العقوبات وتتحداه.
النظام تفكيره قديم ومؤسساته الخدمية متآكلة، ولا يزال يمارس سياسته بنفس الأساليب والأدوات البائسة؛ القتل والخطف والتنظيمات العميلة وآيديولوجيا التطرف الطائفي. لهذا ليس غريباً أن يفقد السيطرة؛ يُسقط طائرة بالخطأ، ويخسر أهم قادته العسكريين، وتنهار قدراته التموينية الضرورية لحياة الناس، ويعجز عن بيع بتروله في السوق العالمية! ورغم ذلك تريد أن تواجه قوة ضخمة كالولايات المتحدة، والسيطرة على أربع دول عربية.
سياسة النظام العدائية الشرسة تديرها ثلة من الكهول في طهران، بكفاءات إدارية واقتصادية محدودة. أما قدرته على استخدام الصواريخ الباليستية، وطائرات الدرونز، وشنه بعض الهجمات المتطورة مثل هجومه على «أرامكو»، فإن معظمها يعود لدعم حلفائه له مثل كوريا الشمالية، وأخرى معادية للقطب الأميركي. النظام منذ وصوله للحكم لم يبنِ دولة حديثة وصناعية بل بنى آلة عسكرية ودعائية كبيرة توهم شعبه والخارج أنه قادر على الاستقلال والإنتاج والحرب. لديه منظومة عسكرية ضخمة، من قوات نظامية، وميليشياوية واحتياط، ربما تعطيه قوة هائلة، مع هذا ها هو لا يستطيع تدبّر أمره حتى في تطوير مصافي النفط التي ورثها من عهد الشاه مع ما ورث.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نظام المرشد في مهب الريح هل نظام المرشد في مهب الريح



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 12:02 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

صدور الأعمال القصصية الكاملة للكاتب "شحاتة عبيد"

GMT 06:52 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

انطلاق مشاريع الربط الكهربائي بين مصر ودول المنطقة

GMT 00:17 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

مورينيو يرد على احتمال عودته لريال مدريد أو إنتر ميلان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon