آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

رمضان و«الربيع العربي»

اليمن اليوم-

رمضان و«الربيع العربي»

بقلم - مأمون فندي

ما علاقة شهر رمضان بالربيع العربي؟ ظاهره يبدو أن لا علاقة هناك، ولكن مع كشف القشرة الأولى، ندرك أن الصدق مع النفس ومع الآخر هي صفة ملتصقة بشهر العبادة. وبالصدق أعني أن نصدق قادتنا القول، بأن نقول لهم إن كل التبريرات الإعلامية الواعدة بغد أفضل، في ظل وجود الظروف ذاتها، والمحركات الاجتماعية ذاتها التي أنتجت ربيع 2011، لا تعدو كونها كذلك دغدغة لرغبات تعقبها نكبات، إن لم نواجه وبصدق تلك العوامل التي أدت إلى الانهيار في 2011.
تحدث ولي العهد السعودي في أكثر من موضع عن 1979 والثورة الإيرانية، على أنها سبب كارثة الإقليم، وبالفعل كانت كذلك، ولكن الكارثة تضاعفت بدفن الرؤوس في الرمال وسكب الأموال على المشكلة، كبديل عن مواجهة مظالم 2011 التي ما زالت ظاهرة للعيان.
ما قبل 2011 نشرت الأمم المتحدة تقريرها التنموي عن العالم العربي أكثر من مرة، وفِي كل مرة كانت تشير إلى العجز في التعليم، وفي حرية التعبير، والعجز في السياسات العامة، والعجز في الشرعية، والعجز في الموارد البشرية وتنميتها، إضافة إلى تلك الفجوة القاتلة ما بين الفقراء والأغنياء.
في كل دول الربيع، من اليمن إلى مصر إلى ليبيا وسوريا وتونس، ثم أخيراً الجزائر والسودان، كلها دول غنية بالموارد، فقيرة في إدارة هذه الموارد، نتيجة للفساد الذي أصبح المؤسسة الأولى في تلك الدول ولا يزال.
عدم مواجهة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ثورات 2011، واستبدال دعايات إعلامية بها، لا تصل أسماع حتى أطفال المدارس ولا تقنعهم، سيجعلنا ندور في حلقة جهنمية مفرغة لسنوات طويلة قادمة. سنوات يتصدر فيها محدودو المعرفة المشهد، ليملأوا الشاشات بعبارات مرتبة لا تحتوي على أي معنى، كبديل عن مواجهة المشكلات الحقيقية لمجتمعات ودول ينخر فيها فيروس الفساد بمعناه الواسع، من فساد الإدارة والحكم إلى فساد الذمة.
كارثة 2011 ستبقى معنا لفترة طويلة، ما لم نواجه الأسباب التي أدت إليها.
عودة إلى علاقة شهر رمضان بالربيع العربي، أقول: إن ما يجب أن يصوم عنه العرب ليس الطعام والشراب لمدة شهر؛ بل على العرب جميعاً - حكاماً ومحكومين - أن يعقدوا النية على الصوم عن الفساد لعقد من الزمان على الأقل، كي ينصلح حال البلاد والعباد.
الفساد هو علة العرب الأولى، ذنب لا يكفِّر عنه صوم أو إطعام مسكين، إنه الذنب الأعظم في تلك المرحلة التي نحياها، هو الرذيلة الأولى التي أدت إلى انهيار الدول في 2011، رذيلة باقية معنا إلى الآن.
الفساد لا يصلحه وهج الشاشات، أو حُلة المذيع وفستان المذيعة وتسريحة شعرها؛ بل هذا من تجليات الفساد أيضاً، عندما يتصدر المشهد وهج الكذب.
صوموا عن الفساد أولاً.
إن ما يحدث في السودان والجزائر لهو مجرد تذكرة بأن الربيع باقٍ بقاء الفساد، ولن يتركنا. الثورات ستبقى تختمر تحت الرماد؛ لأن أسبابها باقية، فقط مجرد نسمة هواء وتتوهج النيران وتشتعل مرة أخرى. سكب الأموال على الرماد لن يطفئ النار؛ بل يزيد من احتمالية اشتعالها بقوة أكبر من تلك التي شهدناها في 2011.
آن الأوان لنصدق من يديرون دفة الأمور القول، لنعلن لهم في شهر الصدق أن الأمور ليست على ما يرام، وأن وهج الشاشات والمسلسلات وأحاديث التلفزة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الغضب. الكذب والفساد هما وقود الثورات. مرة واحدة وفِي شهر الصدق نواجه أهلنا ممن يحكمون بكلمة صدق: الربيع قادم ما لم تتغير الأوضاع، من خلال سياسات يصنعها العلماء، وليست دعاية يرددها البلهاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان و«الربيع العربي» رمضان و«الربيع العربي»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 14:59 2016 الجمعة ,19 آب / أغسطس

طرق التعامل مع الزوج المهمل

GMT 08:05 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

دراسة تعلن أن الشيخوخة تصيب العقل بعد سن الـ 25

GMT 20:58 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

نجم لبناني يتكفل بحل قضية فنانة عربية في بيروت
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen