آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لمعين الطاهر.. كتاب الحرب!

اليمن اليوم-

لمعين الطاهر كتاب الحرب

بقلم/حسن البطل

الرضيعة فدوى كانت تنادي القائد في "كتيبة الجرمق"، الشهيد علي أبو طوق بـ "حبيبي أبو طقّة". إنه ثالث من تحب، من بعد أمها "يسار".
يُسر كما كان يناديها أبو عمّار، ووالدها معين، قائد الكتيبة. للأطفال سليقة فطرية في حبّ الناس.

من هو الشهيد "أبو طقّة"؟ قائد حصار وصمود مخيم شاتيلا، في "حرب المخيمات"، التي تلت حرب طرابلس ـ لبنان 1983ـ1984، ومجزرة صبرا وشاتيلا، أيلول 1982؟

من قبرص، غطّت "فلسطين الثورة" حرب طرابلس و"حرب المخيمات"، ومن بيروت غطّت معارك الحرب الأهلية، في أعداد أسبوعيتها ويوميتها. لكن، بعد قراءتي ثلاثة كتب عن دور الكتيبة، آخرها وأشملها، كتاب قائدها معين الطاهر المعنون "تبغ وزيتون"، سأقول إن أبو طوق هو غيفارا الفلسطيني.

لماذا؟ يذكّرني الكتاب بعبارة: قلعة الشقيف بناها الرومان، واحتلها الصليبيون، وحررها صلاح الدين.. وأعاد تحصينها علي أبو طوق.

لم تُروَ قصة جوانب للبطولة في القلعة، لأن قصة صمود بيروت ربما غطّت عليها. لم تُروَ وقائع حرب الاستنزاف ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، لأن خروج قوات المنظمة من بيروت، وحرب طرابلس غطّت عليها.

المعركة ـ البطولة في القلعة دارت مع بدء الاجتياح في 4 حزيران 1982. يعتمد معين في كتابه على رواية متأخّرة للعدو في العام 2013، فقد شارك في الهجوم عليها 1200 جندي من لواء غولاني بالذات، في فيلم وثائقي بثّته "القناة العاشرة".

فوجئ المهاجمون أن المدافعين عن القلعة لم يكونوا 500 فدائي ولا 100 فدائي، بل 33 فدائياً قاتلوا قوة الغزو من خندق إلى خندق وداخل الخندق الواحد بقيادة راسم سمور واليماني عبد الكريم الكحلاني.. وفي المراحل الأخيرة بالسلاح الأبيض، والاشتباك بالأيدي العارية! لم يستسلم فدائي. ماتوا جميعاً على سلاحهم.

من قادة الجيش الإسرائيلي في الهجوم كان غابي أشكنازي، قائد اللواء و(رئيس الأركان لاحقاً) وقائد الفرقة أفيغدور كهلاني، وقائد كتيبة المظليين موشيه كابلنسكي.

لم يُفصح الإسرائيليون، حتى الآن، عن عدد قتلاهم وجرحاهم، لكن لما عرف بيغن لاحقاً، أصيب بالاكتئاب واعتزل.. ثم استقال.

كانت معركة الشقيف 1982 (حصن أرنون ـ قلعة بوفور) هي الثالثة لاحتلالها بعد 1978 (تحطمت كتيبة الهجوم على أقدام القلعة) والعام 1980 حيث انسحب المهاجمون يحملون جثة قائد اللواء، والعام 1981.. ومن يومها شنّ طيران إسرائيل أكثر من 50 طلعة على القلعة دمّرت حجارتها.

من كتاب "تبغ وزيتون" عرفتُ ما لم أكن أعرف عن دور علي في تحصين القلعة، وورشات تزوير الوثائق وصنع الحدادة والخراطة، وأخيراً تسليك مجاري مخيم شاتيلا بنفسه وبيديه.

قرأت ثلاثة كتب متلاحقة عن دور السرية الطلابية ـ كتيبة الجرمق: "انثيال الذاكرة" 2008 لفتحي البس عن تأسيس الكتيبة، "حياة غير آمنة" للقائد في الكتيبة شفيق الغبرا صادر عن 2017، و"تبغ وزيتون" لقائد الكتيبة معين الطاهرة 2017.

روايات الكتب الثلاثة تتكامل دون تعارض في الوقائع، ما يدلّ على صدقها، سوى أن ثالثها يغطي زمناً أطول، حتى استشهاد علي أبو طوق، بينما ينتهي كتاب شفيق الغبرا (جهاد) في العام 1981.

"الجرمق" جزء عسكري من "قوات العاصفة ـ فتح"، وهذه جزء من قوات فصائل "م.ت.ف"، وبدورها كانت جزءاً من "القوات المشتركة" اللبنانية ـ الفلسطينية.

هي "ميليشيا" عمادها من الطلاب: فلسطينيين من مناطق وبلدان، ولبنانيين (أبو طوق فلسطيني لبناني) وعرب من مختلف البلدان، وخاضت حروب التصدي والدفاع ضد التدخل السوري؛ ضد "الجبهة اللبنانية"؛ ضد الانشقاق الفتحاوي، ضد حصار بيروت، وحرب طرابلس.. لكن شعارها: ضد إسرائيل عَبر وكلاء سعد حداد.

.. حتى أن الخلايا التي درّبتها وسرّبتها إلى فلسطين، عملت حتى في الانتفاضة الثانية، ثم بعد خروج العام 1982 شنّت حرب استنزاف ناجحة ضد الجيش الإسرائيلي، وألحقت به خسائر فادحة أجبرته على الانسحاب من الجبل والشوف، وإلغاء اتفاق خلدة 1983.

عارضت السرية البرنامج المرحلي 1974، لكن عرفات كان ينام بحراسة بنادقها أحياناً، ولاحقاً عارض قائد الكتيبة جلسة غزة للمجلس الوطني بحضور كلينتون، كما واتفاق أوسلو لاحقاً. لكن لم تعارض المجلس الوطني في العام 1984، ولا المجلس الوطني التوحيدي العام 1988.

في الحرب ضد التدخل السوري سقط أكثر من 2800 مقاتل من الكتيبة وباقي القوات الفلسطينية واللبنانية المشتركة، لكن في الحرب ضد إسرائيل وعملائها، كانت خسائر العدو أكبر من شهداء السرية ـ الكتيبة.
"الجرمق" ميليشيا يسارية ـ قومية لكنها أكثر انضباطاً في الحرب من تجاوزات الفصائل اللبنانية والفلسطينية، وحتى ألوية "فتح" العسكرية النظامية.
في 19 الجاري سيتم توقيع كتاب معين الطاهر في متحف محمود درويش، وهو "كتاب الحرب بامتياز، وفيه ملاحق عدة: برقيات علي أبو طوق في حرب الاستنزاف بعد الخروج، وصور لمقاتلي الكتيبة، بعضها مع عرفات في القلعة، و17 صفحة من المراجع و27 صفحة من فهارس الأسماء والأماكن.

اقترحتُ على صديقي، ورفيق الدرب وحروبها ومنافيها، وعضو المجلس البلدي لرام الله، أن يسمّى أحد شوارع المدينة باسم الشهيد علي أبو طوق، كتحية لشهداء الكتيبة وصمود شاتيلا الأخير.
***
ماذا أقول عن عرفات هذا العام؟ إنه المختلف ـ المؤتلف، كما هو علي أبو طوق ومقاتلو الكتيبة وقادتها، وقائدها معين الطاهر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمعين الطاهر كتاب الحرب لمعين الطاهر كتاب الحرب



GMT 02:42 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

على هامش الانتخابات

GMT 16:24 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اثنان. صفر. اثنان. صفر !

GMT 13:10 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار

GMT 08:56 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار "عصملية براسك" !

GMT 09:05 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المدقق والمحرر، الروائي والناقد
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 02:32 2016 الثلاثاء ,24 أيار / مايو

هبة قطب توضح بكل صراحة تأثير طول العضو الذكري

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:28 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بن حمد يكشف سبب انضمامه إلى بحرين بوست للسباحة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 21:05 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

5 أفكار لأزياء أنيقة ومريحة في عيد الأضحى

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:48 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

ناقد فني يكشف أسباب فشل أفلام "الرعب" المصرية

GMT 14:39 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الحوثيين على مأرب

GMT 04:15 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 14:55 2016 الجمعة ,12 آب / أغسطس

فوائد الميرمية وطرق استخدامها

GMT 21:05 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

علاجات منزلية بسيطة لتبييض اليدين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen