آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تشتيت الشتات

اليمن اليوم-

تشتيت الشتات

بقلم - حسن البطل

خلال وجودي في لبنان، قرأتُ شيئاً طريفاً: في سهرة عائلية متعدّدة الطوائف، استدعوا البوّاب (أبو علي) الشيعي وسألوه: كم ولداً لديك؟ قال: 11 ولداً، أي أكثر من مجموع أولاد بقية الطوائف.
خلال الحرب الأهلية اللبنانية، كان هناك من قال: اللبنانيون طوائف، والفلسطينيون في لبنان شعب.
تصادف التعداد العام الثالث للسكان والمساكن في فلسطين، هذا الشهر، مع إعلان نتائج إحصاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وفق مذكرة تفاهم حكومية لبنانية فلسطينية وُقِّعَتْ قبل عام، وكانت ثمرة جهود خمس سنوات للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، الذي لم يكن قبل أوسلو هذه!
حسب منظمة للأمم المتحدة، يجري تعداد السكان مرة كل عشر سنوات، وهذا ما يحصل في فلسطين منذ أوسلو.. لكن في لبنان، يعود أوّل وآخر تعداد عام للسكان إلى العام 1932؟!
قبل ثلاث سنوات، كتب طلال سلمان، رئيس تحرير جريدة "السفير" اللبنانية المحتجبة مقالاً عن فضل اللاجئين الفلسطينيين على لبنان، خلاصته: "لم يبدأ الازدهار اللبناني، فعلاً، إلاّ بعد نكبة فلسطين في سنة 1948".
في التفاصيل غير الاقتصادية، هناك فنّانون تشكيليون لبنانيون، من أصل فلسطيني.
لاحقاً، قرأتُ للفنان اللبناني الراحل ملحم بركات أن أصل الميجانا والدلعونا والدبكة من فلسطين، وانتقلت إلى لبنان، ثم سورية!
شاع في لبنان، خاصة بعد العام 1975، وصف اللاجئين الفلسطينيين أنهم "غرباء" ويشكلون اختلالاً في "الصيغة اللبنانية" الطوائفية، وهناك من بالغ في تعدادهم وأوصلهم إلى 350 ـ 500 ألف لاجئ.
في نتيجة الإحصاء أن عددهم، حالياً، يزيد قليلاً على 170 ألفاً ويُقيمون في 12 مخيماً و156 تجمُّعاً، ومن ثم، فإن فزّاعة "الغرباء" والخطر الديمغرافي الفلسطيني على الصيغة الطوائفية اللبنانية غير صحيح، وخاصة بعد الخروج المسلح الفلسطيني من بيروت ولبنان.
المفاجأة المتوقعة نوعاً ما، أن نسبة اللاجئين السوريين، في بعض المخيمات، تفوق نسبة اللاجئين الفلسطينيين، المحرومين من العمل في 70 مهنة.
كانت نسبة الفلسطينيين المسيحيين الذين لجؤوا إلى لبنان أعلى من نسبة اللاجئين الذين لجؤوا إلى سورية والعراق، لأن الجليل الفلسطيني وجنوب لبنان كانا على علاقة وثيقة في مختلف المجالات قبل النكبة، لكن لبنان الرسمي جنّس معظم الفلسطينيين المسيحيين.
حالياً، أقرّت الحكومة اللبنانية بحق المرأة اللبنانية المتزوجة من "أجنبي" أن تعطي جنسيتها لأولادها، لكن تم استثناء الفلسطينيين والسوريين من هذا، بينما يقول الإحصاء الجديد إن نسبة الفلسطينيين المتزوجين من لبنانيات هي 7,4% واللبنانيين المتزوجين من فلسطينيات هي 2,4%، وأن 4,6% من اللاجئين الفلسطينيين يملكون جنسية أخرى.
شارك حوالى 1000 من الشباب اللبناني والفلسطيني في إنجاز التعداد، باستخدام الأجهزة اللوحية، كما في التعداد العام الفلسطيني الثالث، وأشار حسن منيمنة، رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني، إلى أهمية التعداد، في إعطاء اللاجئين كافة حقوقهم.
أتذكّر أن حسن منيمنة كان محرّراً لبنانياً عمل في "فلسطين الثورة" فترة خلال الحرب الأهلية، ثم هاجر إلى أميركا، وصار دكتوراً وإخصائياً في سياسة الولايات المتحدة.
مفهوم أن قسماً كبيراً من اللاجئين في لبنان هاجر إلى خارجه، وخاصة أوروبا، كما أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق انخفض من 30 ألفاً إلى 4 آلاف بعد الغزو الأميركي، والحمأة الطوائفية في العراق.
كذلك، هاجر قسم كبير من الفلسطينيين في سورية كجزء من الهجرة السورية بعد فوضى الحرب الأهلية، وسبق هذا وذاك، هجرة كثيفة فلسطينية من الكويت بعد العام 1991.
حضر إعلان نتائج التعداد الفلسطيني في لبنان رئيس حكومته، ونواب، وسفراء ودبلوماسيون، وقادة أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، وإعلاميون.
سوف يُسهِم التعداد في توجيه مسار العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية باتجاه التعاون، وإعطاء اللاجئين بعض حقوق الإنسان، كما هو الحال في سورية.
لسببٍ ما، أذكر الفلسطينية اللبنانية عطاف، المتزوجة من لبناني، وخِرِّيجة أولى في كلية الكيمياء من الجامعة اللبنانية، حيث كانت تعمل في "فلسطين الثورة"، ولكنها لم تحصل على منحة لدراسة الدكتوراه، لأنها فلسطينية!
تعاون الإحصاء الفلسطيني مع نظيره اللبناني، مقدمة لتعاونه مع البلدان العربية حيث توجد جاليات فلسطينية، علماً أن التعداد العام في فلسطين يعطي معلومات مفصّلة، وكذلك أي تعاون مع أجهزة الإحصاء في البلاد العربية.
رئيس الحكومة اللبنانية قال إن لبنان الرسمي سوف يتبنى سياسة جديدة إزاء اللاجئين الفلسطينيين لمصلحة لبنان وفلسطين، بينما في العراق صدر قرار بحرمان اللاجئين من حقوقهم!
اللاجئون نهضوا من النكبة، وصاروا عماد تقدم فلسطين، وكذلك يلعبون دوراً في اقتصاد البلاد التي لجؤوا إليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشتيت الشتات تشتيت الشتات



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:33 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

اطلالات متنوعة من وحي الفاشينيستا ماريا عليا

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 22:05 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

بعد غياب 15 عاما.. جورج وسوف يحيى حفلا ضخما بالقاهرة 24 فبراير

GMT 05:46 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

المصممة الجزائرية نبيلة شيباح تعرض مجموعتها لعام 2017

GMT 14:30 2018 السبت ,12 أيار / مايو

نسب النبي صلى الله عليه وسلم

GMT 15:53 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

5 أشياء عليك معرفتها قبل السفر لقضاء إجازتك

GMT 09:03 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تصنيف جديد يكشف عن جواز السفر الأفضل على مستوى العالم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen