آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة!

اليمن اليوم-

هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة

بقلم : حسن البطل

كان الرائع حسين جميل البرغوثي قد بحث في معاني «المربّع العربي» العمراني للبيت العربي، ومضاعفته في «المثمّن» وفي البال أن «الزمن» هو البعد الرابع يضاف للأبعاد الثلاثة: الطول، العرض.. والارتفاع.

هل كان هذا في بال حسين سليم العطاري، الذي أتحفنا برباعية كُتب هي سلسلة أغاني الدبكة الفلسطينية، أم أن دار النشر «الرقمية» سلسلت ما يشبه موسوعة تراثية شفهية صغيرة على أربعة كتب!

لعلها ليست المحاولة الرائدة في تحويل التراث الشفهي الفلسطيني إلى عالم الكتب المطبوعة، لكن قد أزعم أنها أكملها وأحسنها، طباعة وإخراجاً وتحريراً في مجالها.
قلت إنها «فاخرة» لأنها جاءتنا بغلاف مزدوج ورقي يغلف غلافاً سميكاً، ولأن طباعتها كانت على ورق صقيل ممتاز.. وأخيراً، ذات تصميم غلاف شعبي يعبّر عن مضمونها، صمّمه رمزي الطويل.

ثلاث جهات أثمر تعاونها في إنجاز ما يشبه موسوعة مرجعية لجانب من التراث الشعبي الفلسطيني. «زريف الطول»، «الدلعونة»، غزيّل وجفرا».. و»الزغاريد».

تلفتك عناية غير معهودة في الإخراج الفني، وكذا تعريف برباعية كتب السلسلة، التي هي إهداء مفتاحي لمفرداتها الثرية للقرّاء العرب، أي تعريف غير القرّاء الفلسطينيين بمعاني المفردة الفلسطينية المنطوقة، وبحرف أحمر الطباعة.

دار النشر «الرقمية» الناشئة كان لها ريادة نشر «الوارث»، أول رواية فلسطينية لرائدها خليل بيدس.. الآن، تتعاون مع وزارة الثقافة، ودار نشر «المتوسط» في إيطاليا في إصداراتها. ومع رباعية «سلسلة أغاني الدبكة الفلسطينية»، امتد التعاون إلى «الصندوق الثقافي الفلسطيني» ولعلها، حسب علمي المتواضع في مسائل النشر، أول مشاركة للصندوق هذا في تمويل العمل الثقافي.

لمّا قرأت عن صدور السلسلة في الجرائد، تخيّلت أنها ستكون ذات طبعة شعبية لجانب من جوانب التراث الشعبي الشفهي الفلسطيني، مثل كتاب «قول يا طير» عن الخرافيّات الشعبية، الذي صار مرجعاً للحكاية الشعبية يختلف رواتها في سردها حسب المناطق (مثلاً: أمي المرحومة تروي خرافية «جبينة» غير ما يرويها الكتاب).
أغاني الدبكة ليست خرافيّات، ففي كل سلسلة من رباعيتها بحث عن تعداد أشكال الدبكات في البلاد، وعن أصول لفظة «الدلعونة» وإضاءة لـ»غزيّل» و»جفرا».

في الحقيقة، قرأت ما كتب عن سلسلة أغاني الدبكة في الصحف، ثم تصفّحت الرباعية لما أهداها مدير «الرقمية» فؤاد العكليك إلى قيّم مكتبة جامعة بيرزيت، معتصم عفانة، فإلى طبعة فاخرة على ورق فاخر، وغلاف مزدوج، لفتني أن كل قسم من اقسامها تعلوه «بصمة» الكترونية تسهّل عليك قراءتها على الهاتف المحمول الذكي، كما هو حال «بصمة» جريدة «الأيام» مثلاً، الفلسطينيون يدبكون كأهل بلاد الشام، ودبكاتهم تتطور فنياً على المسارح، لكن الأغاني المرافقة هي كما هي تقريباً، مع مفردات تختلف قليلاً من بلد لآخر حسب لهجاتها المحلية.

لكن، لا مقارنة بين جماليات الدبكة ورقصة «العرضة» الخليجية وسيوفها مثلاً، وكذا مع غياب جمالية رقصات اليهود الإسرائيليين، فالتراث الشعبي هو من بين ما نتفوق به على الإسرائيليين، وبخاصة التراث الشفهي والفولكلوري.

يسهل ترجمة المفردات الفلسطينية الشعبية إلى العربية الفصيحة، لكن يصعب ترجمة أغاني الدبكة إلى اللغة العبرية، وللبنانيين والسوريين مثلاً أن يهزجوا في دبكاتهم بلهجاتهم.

BDS و«مناهضة التطبيع»
فلسطين وإسرائيل في حالة اشتباك على غير صعيد، لكن هذه الـBDS تُسهم في الاشتباك بمعايير «مناهضة التطبيع».

لم تهدأ دعوتها للمقاطعة والتسبب في حظر عرض فيلم «القضية 23» اللبناني ـ الفلسطيني، حتى بدأت دعوة لمقاطعة الفيلم الروائي الفلسطيني: «التقارير حول سارة وسليم» لأنه «تطبيعي» لمشاركة ممثلين من إسرائيل وفلسطين فيه. لماذا لا؟

فيلم المخرج اللبناني الفرنسي الدويري على قائمة المرشحين لأوسكار الفيلم الأجنبي، بعد فوزه في مهرجانات دولية سينمائية.

فيلم «سارة وسليم» فاز بجائزة الجمهور من مهرجان روتردام السينمائي، ويروي قصة عشق بين الإسرائيلية سارة والفلسطيني سليم، وفاز بدعم صناديق سينمائية عربية وفلسطينية ودولية، ومن بين المشاركين الفلسطينيين كامل الباشا، الذي فاز في فيلم «القضية 23» بجائزة أحسن ممثل.

لما نجحت مقاطعة عرض فيلمه في مهرجان «أيام سينمائية» في فلسطين، اتخذ الباشا موقفاً سلبياً وحاداً من BDS.
سبق لأفلام إسرائيلية ناقدة لها أن فازت في مهرجانات دولية، وفاز فيلم «فوكستروت» بمهرجانات إسرائيلية، وهو يتعلق بنقد سياسة الجيش إزاء الفلسطينيين، لكنه فشل في دخول مسابقة الأوسكار، ربما تحت ضغط حكومي إسرائيلي، وأبدت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ارتياحها لذلك.

شخصياً، أظن أن BDS على صواب في حملة المقاطعة الاقتصادية بالذات، وكذا الأكاديمية، أيضاً، لكن هذا لا يعني الانسحاب من الاشتباك الثقافي على «الجسر السينمائي».

صار عرب وفلسطينيون يصنعون أفلاماً جيدة فنياً عن الاشتباك في الروايات السينمائية، ومن حق الجمهور أن يرى وأن يحاكم ويحكم، دون وصاية BDS.
مع ذلك، أدعم حملة BDS لجائزة نوبل للسلام.

المصدر : الأيام الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة هاكم «رباعية» شعبية بطبعة فاخرة



GMT 02:42 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

على هامش الانتخابات

GMT 16:24 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

اثنان. صفر. اثنان. صفر !

GMT 13:10 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار

GMT 08:56 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أطراف النهار "عصملية براسك" !

GMT 09:05 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

المدقق والمحرر، الروائي والناقد
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 06:22 2016 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"أسوس" تعلن عن شاشة عرض مخصصة لعشاق الألعاب

GMT 15:16 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

الفنانة اليمنية ”بلقيس” تتعرض لوعكة صحية

GMT 06:39 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حامد ممتاز يلتقى وزير خارجية جمهورية الصومال الفدرالية

GMT 07:16 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أفضل العطور التي تلفت انتباه المرأة نحو الرجل

GMT 22:07 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

6 قصص غريبة عن نساء نجحن في اغتصاب الرجال بالقوة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen